النفط الروسي إلى أوروبا.. تراجع مستشار الرئيس الأوكراني عن تصريحاته يثير الجدل

لم تمر عدة ساعات على تصريح وقف تصدير النفط الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا بدءًا من يناير/كانون الثاني المقبل، على لسان مسؤول في كييف، حتى تراجع المسؤول نفسه عن التصريح ذاته، مؤكدًا مواصلة ضخ الخام عبر خط أنابيب دروجبا، فماذا حدث؟

وقال مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ميخايلو بودولياك، في مقابلة مع موقع “نوفيني دوت لايف” الإخباري، إن التعاقد الحالي على تصدير الخام الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا ينتهي آخر العام الجاري (2024)، رغم أن نهاية التعاقد في 2029، ما يعني في التصريح الأول أنه سيفسخ التعاقد بصورة أحادية.

وأضاف، في تصريحاته الأولى، أنه على الرغم من أنه لا يمكن إلغاء التعاقد بصورة فردية، فإنه -دون شك- سينتهي التعاقد آخر العام الجاري، ما يعني أن هذا يحدث قبل موعده بنحو 4 سنوات، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتسعى أوكرانيا إلى تجفيف منابع الإيرادات لروسيا بعد غزو الأخيرة لها في فبراير/شباط 2022، لكن حاجة عدد من الدول الأوروبية لاستمرار تدفق منتجات الطاقة الروسية، سواء كان النفط أو الغاز، حال دون ذلك.

قال مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ميخايلو بودولياك، في تصريحات بوسائل إعلام محلية، إن بلاده ستلتزم بتعاقدات تصدير النفط الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا حتى موعدها الأصلي، ولن تفسخ تلك التعاقدات أحاديًا، بسبب دعم كييف لمجهودات بروكسل في تنويع مصادر الطاقة لديها، حسبما ذكرت وكالة رويترز، أمس الجمعة 30 أغسطس/آب 2024.

وأضاف في بيان صحفي: “ما زالت أوكرانيا شريكًا موثوقًا للدول الأوروبية، لذلك لن نفسخ تعاقدات نقل النفط والغاز الروسيين عبر أراضينا قبل موعدها”.

ويُنقل النفط الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا، من خلال خط أنابيب دروجبا. ودروجبا -الذي يُعرف أيضًا باسم خط أنابيب الصداقة وخط أنابيب كوميكون- جاءت فكرته في أواخر الخمسينيات، لتزويد حلفاء الاتحاد السوفيتي في أوروبا الشرقية بالنفط، وبدأ إنشاء الخط عام 1960، ودخل مرحلة التشغيل الكامل عام 1964، وفق بيانات وحدة أبحاث الطاقة.

يُعدّ دروجبا واحدًا من كبرى شبكات خطوط أنابيب نقل النفط في العالم؛ إذ يبلغ طوله 4 آلاف كيلومتر من الجزء الشرقي من روسيا، وتحديدًا من مدينة ألميتيفسك إلى أوكرانيا وبيلاروسيا وبولندا والمجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك وألمانيا، كما تتفرع هذه الشبكة إلى عديد من خطوط الأنابيب؛ لتقديم منتجاتها في جميع أنحاء أوروبا الشرقية وخارجها.

وتُشغّل شركة النفط الروسية “روسنفط” خط أنابيب دروجبا في روسيا، وينقل ثلث واردات الخام من موسكو عبر هذا الطريق، لكن تؤول عملية تشغيله إلى شركات أخرى في الدول التي يمرّ من خلالها. وتبلغ قدرة خط أنابيب دروجبا نحو 1.4 مليون برميل يوميًا، لذلك يُعدّ أكبر شريان رئيس لنقل النفط الروسي والنفط القازاخستاني عبر أوروبا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى