النظام الغذائي للأمهات يؤثر على ذكاء الأطفال قبل الولادة
كشفت دراسة طويلة الأمد عن تأثير كبير للنظام الغذائي للأمهات أثناء
الحمل على بنية الدماغ والوظائف الإدراكية لأطفالهن. فبينما تركز النصائح الشائعة
على تجنب بعض الأطعمة والممارسات الضارة أثناء الحمل، أظهرت الأبحاث الحديثة في
هولندا أن الأنظمة الغذائية الصحية للأمهات يمكن أن تترك تأثيرًا إيجابيًا يمتد
لعقد من الزمن.
الدراسة، التي نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية،
أظهرت أن اتباع نظام غذائي صحي في الثلث الأول من الحمل كان مرتبطًا بزيادة حجم
الدماغ، بنية دماغية أفضل، ونتائج معرفية محسّنة لدى الأطفال. هذا التأثير بدا
أكثر وضوحًا حتى عمر 10 سنوات، قبل أن يبدأ بالتراجع تدريجيًا.
وتحوّلت الدراسات مؤخرًا من التركيز
على العناصر الغذائية الفردية إلى دراسة الأنماط الغذائية الشاملة للأمهات، مع
الإقرار بتأثير التآزر بين المكونات الغذائية المختلفة.
وأظهرت الدراسات أن الأنظمة
الغذائية الفقيرة أثناء الحمل ترتبط بمستويات ذكاء منخفضة، في حين أن الأنظمة
الصحية ترتبط بوظائف تنفيذية أفضل ومهارات إدراكية محسّنة لدى الأطفال.
وأجريت الدراسة على عينة كبيرة من
المشاركات في هولندا، وشملت 6485 أمًا و2223 طفلًا خضعوا لفحوصات التصوير بالرنين
المغناطيسي في عمر 10 سنوات، و1582 طفلًا خضعوا لفحوصات أخرى في عمر 14 عامًا.
كما شارك في الدراسة أكثر من 6000 أم في الفترة بين عامي 2002 و2006.
قام الباحثون بتقييم الأنظمة الغذائية للأمهات خلال الثلث الأول من الحمل،
ومقارنتها بالإرشادات الغذائية الوطنية في هولندا. وأظهرت النتائج أن الأنظمة
الغذائية التي تتبع هذه الإرشادات بدقة ترتبط بتحسين حجم المادة الرمادية والبيضاء
وحجم الدماغ الكلي لدى الأطفال.
وتم تقييم نوعية النظام الغذائي
باستخدام استبيان مكون من 293 عنصرًا غذائيًا، ملأته الأمهات خلال الثلث الأول من
الحمل. حصلت الأنظمة الغذائية على درجات بين 0 و15 بناءً على مدى مطابقتها للإرشادات
الغذائية الوطنية الهولندية، حيث تشير الدرجات الأعلى إلى أنظمة غذائية صحية.