الخطاط أبو نصير ينسج من الحروف تعابير تشكيلية وخطية
مادبا- يتميز الخطاط المادبي طلال أبو نصير بمهارته في تشكيل الخطوط العربية بدقة وإتقان، مستندا إلى ضبط محكم لقواعد الخط العربي الأصيل. إذ تعلم هذه القواعد على يد نخبة من أمهر الخطاطين، منهم الخطاط العراقي المقيم في الأردن مثنى العبيدي والخطاط وليد كراجة، الذي وضع الأساس لمسيرته في عالم الخط العربي، خصوصا في الخط (الديواني).
ينقل أبو نصير تراث الخط العربي الأصيل بحرفية وإبداع، مبينا أن الخط العربي ما يزال يحتفظ بهويته وأصالته رغم تقادم السنين، ومع تعدد أنواعه يمنحه غنى وتنوعا فريدين. وفق حديثه لـ”الغد”.
وأضاف أبو نصير أن من بين الأنواع العديدة للخطوط العربية، يفضل ويعشق بشكل خاص الخط الديواني وخط النسخ، معتبرا أنهما من أجمل الخطوط وأكثرها أناقة. كما أشار إلى جماليات أخرى في الخط العربي مثل، خط التعليق أو الفارسي، الخط الديواني الجلي، الخط الكوفي، خط الرقعة وخط الثلث الذي يلقب بـ”سيد الخطوط”. وأوضح أن كثرة التدريب على خط الثلث تعين الخطاط على إتقان بقية الخطوط، رغم صعوبة تعلمه، إلا أنه يظل الأكثر شهرة وانتشارا في المجتمع الفني.
ووفق أبو نصير، فإن جماليات خط الثلث تظهر عندما يكتب في هيئة أسطر مزينة بعلامات التنقيط، موضحا أن الخطاطين قديما كانوا يملؤون الفراغات في النصوص لمنع التزوير. وعن الألوان، أكد أنه يستخدم ألوانا متنوعة، إلا أن اللون الأسود يبقى المفضل لديه لجمال وضوحه ورمزيته، فضلا عن أنه لا يؤثر سلبا على العين.
يؤكد أبو نصير، الذي يتقن فن الرسم والخط على الخزف والفسيفساء، أهمية الخط الديواني باعتباره أحد أكثر الخطوط اعتمادا على القوة البصرية، ومن أغناها حركة وتنوعا. وهذا الخط يمتاز بالرشاقة والمرونة والانسيابية، مما يمنح الكلمة والحرف احتمالات متعددة من الجمال والإبداع.
وأشار أبو نصير إلى أهمية استفادة فنان الخط العربي من التقنيات الحديثة التي تسهم في إيصال هذا الفن إلى مختلف شرائح المجتمع، مؤكدا أن الشغف هو الأساس الذي يرسم الطريق لمن يسعى لتحقيق التميز والوصول. وأضاف أن الخطاط يلتزم بقواعد صارمة لا يبتعد عنها كثيرا.
يقول: “إن التعبير التشكيلي بالخط أحد الأساليب المبتكرة التي تتيح للمتلقي النفاد إلى أعماق اللوحة بشفافية وسلاسة، بعيدا عن التعقيدات والمنغصات. هذا الأسلوب يمنح اللوحة الفنية بعدا جديدا، حيث تتكامل بين التوافق الكتابي والتعبير التشكيلي، مما يفتح أمامها آفاقا من الإبداع”.
وفيما يتعلق باستخدام التقنيات الحديثة يؤكد أبو نصير، أن التكنولوجيا قدمت دعما كبيرا لفن الخط العربي، من خلال رسم الحروف وتشكيلها بدقة وحرية مع الحفاظ على أصالة الحرف وقواعده. ويشير إلى أن برامج التصميم الحاسوبية أصبحت أداة فعالة في إنجاز الأعمال الفنية، إلا أنه يرى أن هذه التقنيات، رغم إمكانياتها تظل عاجزة عن منافسة إبداعات أنامل الخطاط، خاصة في ما يتعلق بترابط الحروف والكلمات وتكوين التشكيلات الخطية.
وفي ختام حديثه، يشير أبو نصير، الذي يقوم بتدريس الخط العربي في مركز الفنون الجميلة التابع لمديرية ثقافة مادبا، إلى حرصه على تأسيس ملتقى يجمع الخطاطين في محافظة مادبا، إضافة إلى تقديم دورات مجانية لتعليم الخط العربي. ويؤكد أن هذه المبادرات تهدف إلى النهوض بهذا الفن، والتعريف بأهميته ليكون جزءا من هوية الأمة وتراثها العريق.
وبفضل إتقانه لأنواع كثيرة من الخطوط، حقق طلال أبو نصير العديد من الجوائز في مسابقات الخط العربي، أبرزها: المركز الأول في مسابقة الخط العربي (الخط الديواني) لدى مجمع اللغة العربية الأردني العام الماضي. المركز الأول في الخط الديواني في مسابقة الملتقى الأردني للخط العربي والزخرفة الإسلامية العام 2021. المركز الأول في الخط الديواني في مسابقة العقبة الأولى للخط العربي العام 2020.
المركز الأول في مسابقة أكاديمية الخط العربي الأولى المباشرة (الخط الديواني) العام 2023. المركز الثالث في مسابقة الخط العربي (الخط الديواني) لدى مجمع اللغة العربية الأردني العام 2019. والمركز الثاني في مسابقة الخط العربي (الخط الديواني) لدى مجمع اللغة العربية الأردني العام 2022.