بعد تغيّر موقف وكالة الطاقة.. أوبك تؤكد: استثمارات النفط والغاز ضرورة حتمية

جدّدت منظمة أوبك تأكيدها أهمية استثمارات النفط والغاز كونها العمود الفقري لأمن الطاقة العالمي، مشيرة إلى صحة موقفها، وذلك بعد إطلاق وكالة الطاقة تحذيرًا من تسارع معدلات تراجع إنتاج الحقول، والحاجة إلى استثمارات ضخمة في القطاع، وفق بيان رسمي حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وأشارت الوكالة الدولية إلى أن استمرار مستويات الإنتاج الحالية دون استثمارات ضخمة سيستحيل معه تلبية الطلب العالمي بحلول 2050.

وترى أن العالم بحاجة إلى إضافة ما يزيد على 45 مليون برميل يوميًا من النفط ونحو تريليوني متر مكعب من الغاز من مشروعات جديدة، مع استثمارات سنوية تتجاوز 540 مليار دولار، للحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية.

وجاء تحذير وكالة الطاقة بعد 4 سنوات فقط من دعوتها إلى وقف الاستثمارات في النفط والغاز والفحم، كونها شرطًا لتحقيق الأهداف المناخية.

وهذه المفارقة لم تمر دون انتقادات، إذ وجدت الوكالة نفسها في مواجهة هجوم متكرر من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بسبب تركيزها المتزايد على سياسات الطاقة النظيفة في السنوات الأخيرة.

وتبدو الوكالة وكأنها تمشي على خيط مشدود بين نقيضين، محذرة من أزمة طاقة مقبلة حال توقفت الاستثمارات، وفي الوقت ذاته تزرع الخوف بين المستثمرين من الإقدام على الاستثمار في القطاع.

وبينما تتأرجح مواقف وكالة الطاقة الدولية، تقف أوبك بحزم على أرض الواقع، داعية إلى استثمارات مدروسة في صناعة النفط، لمواجهة تسارع معدلات انخفاض الإنتاج وتلبية ارتفاع الطلب، بحسب البيان الرسمي الذي نشرته المنظمة، اليوم الثلاثاء 16 سبتمبر/أيلول (2025).

أوبك ترد على وكالة الطاقة

أشارت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إلى أن وكالة الطاقة الدولية سلطت الضوء في تقريرها الصادر اليوم الثلاثاء 16 سبتمبر/أيلول (2025)، على مجموعة من الأسباب التي أثرت في استثمارات النفط والغاز.

فقد ذكرت الوكالة أن تطورات السوق أثرت في أنشطة النفط والغاز، وأبرزها:

• ثورة النفط الصخري الأميركي.
• انهيار أسعار النفط في 2014 و2015 و2020.
• حالة عدم اليقين بشأن الطلب على النفط على المدى الطويل.

وأسهمت هذه العوامل في عزوف المستثمرين عن الاستثمار في استكشاف وتطوير مشروعات تقليدية جديدة طويلة الأمد.

ومع ذلك، أشارت أوبك إلى المفارقة في صمت الوكالة عن دورها المباشر في ترسيخ هذه المخاوف، بعد أن تبنت سيناريو الحياد الكربوني، وروّجت لفكرة بلوغ ذروة الطلب على النفط.

وأدى ذلك إلى مزيد من الارتباك في قرارات الاستثمار والإسهام في تفاقم حالة عدم اليقين بشأن الطلب العالمي على النفط.

معضلة أزمة المناخ

بالإضافة إلى ذلك، سلّطت أوبك الضوء على تصريحات سابقة للمدير التنفيذي للوكالة فاتح بيرول، عندما قال في مايو/أيار 2021: "إذا كانت الحكومات جادة في أزمة المناخ، فلا مجال لاستثمارات جديدة في النفط والغاز والفحم، بدءًا من هذا العام".

أما اليوم، ومع صدور تقرير الوكالة، حذّر بيرول من أن غياب الاستثمارات في مشروعات قطاع المنبع قد يعني فقدان ما يعادل إنتاج البرازيل والنرويج مجتمعين سنويًا، أي أكثر من 5.5 مليون برميل يوميًا من النفط.

وأكد أن الصناعة تبدو وكأنها "تركض في سباق مع الزمن، للحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية".

في مقابل ذلك، تظهر أوبك بموقف ثابت منذ سنوات، مؤكدة أن الاستثمارات المبكرة والمنتظمة هي السبيل الوحيد لمواجهة معدلات الانخفاض في الحقول وتلبية الطلب العالمي المتنامي.

وقالت أوبك: "يتعيّن على جميع أصحاب المصلحة الحفاظ على اتساق المواقف، مع الحذر من الانزلاق مجددًا إلى شعارات تنادي بوقف الاستثمار في النفط".

ذروة الطلب على النفط

سبق أن صرّح الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص، أن الحديث عن ذروة الطلب على النفط "سابق لأوانه".

وشدد -في تقرير توقعات النفط العالمية 2025- على أن العالم سيظل بحاجة إلى المزيد من الطاقة لعقود مقبلة، داعيًا إلى تعزيز الاستثمارات لضمان تأمين الإمدادات واستقرار الأسواق.

وجاءت البيانات التي كشف عنها التقرير لتؤكد رسالته حول أن الطلب على النفط سيقفز إلى 122.9 مليون برميل يوميًا بحلول 2050، مع الحاجة إلى استثمارات تتجاوز 18.2 تريليون دولار حتى منتصف القرن.

ويعكس ذلك إيمان أوبك الراسخ بأن النفط سيبقى ركيزة أساسية في مزيج الطاقة العالمي، رغم تصاعد الخطابات الداعية إلى التحول السريع نحو الطاقة النظيفة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..