أكد حسين عبدالرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، أن عدد الحمير في مصر شهد تراجعًا كبيرًا، حيث كان يبلغ نحو 3 ملايين حمار في التسعينيات، بينما انخفض حاليًا إلى نحو مليون فقط.
أسباب انخفاض أعداد الحمير
وخلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي تامر أمين في برنامج «آخر النهار» على قناة «النهار»، أوضح «أبوصدام» أن هذا الانخفاض يعود لعدة أسباب، أبرزها ارتفاع تكلفة تغذية الحمار، التي تصل إلى أكثر من 100 جنيه يوميًا، أي ما يعادل حوالي 3 آلاف جنيه شهريًا، في حين أن سعر الحمار لا يتجاوز 5 آلاف جنيه، مما يدفع البعض لتوفير هذه التكاليف وتوجيهها لتربية المواشي الأكثر جدوى اقتصادية.

تراجع الاعتماد على الحمار كوسيلة نقل
وأشار إلى أن تطور البنية التحتية وتمهيد الطرق ساهم أيضًا في تقليل الاعتماد على الحمار، إذ لم يعد وسيلة النقل الرئيسية كما كان في السابق، بعدما ظهرت بدائل مثل «التوك توك» والجرارات وغيرها من الوسائل التي سهلت على الفلاحين والمواطنين التنقل ونقل البضائع.
واختتم حديثه بالقول إن أهمية الحمار داخل الريف المصري تراجعت بشكل ملحوظ، ولم تعد هناك حاجة لاستخدامه كما في السابق.
شريك الإنسان منذ القدم
وأوضح أبو صدام أن الحمار لعب دورًا محوريًا في حياة الإنسان، حيث استخدم في نقل الأسمدة وحرث الأرض ودرس المحاصيل، ويُعد من أكثر الحيوانات تحمّلًا وصبرًا. وأضاف أن وجود الحمار يُساهم في تقليل التلوث البيئي الناتج عن وسائل النقل والآلات الزراعية الحديثة، ما يجعله حلقة مهمة في التوازن البيئي.

الحمار في الثقافة الشعبية
وأكد أبو صدام أن الحمار كان شريكًا دائمًا للفلاح في كل تفاصيل حياته، وظهر في العديد من الأمثال الشعبية مثل:
"زي الحمار ما ييجي إلا بالوخز"
"راح الحمار يطلب قرون رجع مصلوم الأذنين"
"ما قدرش على الحمار جاي يتشطر على البردعة"
"سكتنا له دخل بحماره"
"كلنا عمد أمال مين اللي يسوق الحمير؟"
"زي حمار العنب يشيله ولا يذوقه"
"حط الحمار جنب زميله لو متعلمش من شهيقه يتعلم من نهيقه"
دعوة للحفاظ على هذا الحيوان الهام
وأضاف أن بعض الدول المتقدمة تحرص على الحفاظ على الحمير، حيث تُنتج من ألبانها صابونًا فاخرًا، بينما في دول أخرى يتم ذبح الحمير من أجل لحومها أو استخراج المواد الطبية والتجميلية من جلودها.
وختم أبو صدام بدعوته إلى:
منع ذبح الحمير إلا للضرورة القصوى.
وقف تصدير جلودها.
دعم جمعيات الرفق بالحيوان.
نشر الوعي بأهمية الحمار كعنصر بيئي واقتصادي وثقافي.