في خضم التوترات التي اندلعت بين الهند وباكستان، كشف محللون أمنيون ودبلوماسيون، أن الصين استطاعت جمع معلومات استخباراتية قيمة من الهند، وذلك من خلال جمع بيانات من طائراتها المقاتلة والأسلحة الأخرى التي تستخدمها باكستان خلال عملياتها العسكرية ضد نيودلهي.
المناورات الجوية فرصة لجمع معلومات استخباراتية
وتعتبر الهند والصين، الدولتين النوويتين منافستين استراتيجيتين، حيث تتقاسمان حدوداً في جبال الهيمالايا وكانت موضع نزاع منذ الخمسينيات من القرن الماضي وأشعلت حرباً بين البلدين في عام 1962.
وتشكل المناورات الجوية فرصة نادرة للجيوش في جميع أنحاء العالم لدراسة أداء الطيارين والطائرات المقاتلة والصواريخ في القتال النشط، واستخدام تلك المعرفة لإعداد قواتها الجوية للمعركة.
وكشف المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن الصين تمتلك حاليًا 267 قمرًا صناعيًا، منها 115 قمرًا مخصصًا للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، و81 قمرًا آخر لرصد المعلومات العسكرية الإلكترونية والإشارية. وتتفوق هذه الشبكة على منافسيها الإقليميين، بما في ذلك الهند، وتأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة.
شراكة تعاونية استراتيجية بين الصين وباكستان
وسبق وأعلنت باكستان إنها تتمتع بـ"شراكة تعاونية استراتيجية شاملة" مع الصين.
ويقول محللون ودبلوماسيون إن فرق الاستخبارات العسكرية الصينية ستكون حريصة على جمع المعلومات عن أي استخدام هندي للدفاعات الجوية وإطلاق صواريخ كروز والصواريخ الباليستية - ليس فقط من حيث مسارات الطيران والدقة ولكن أيضًا معلومات القيادة والسيطرة.
وكشف محللون أمنيون أيضًا إن أي نشر لصاروخ كروز براهموس الأسرع من الصوت الذي تصنعه الهند - وهو سلاح طورته بالاشتراك مع روسيا - سيكون موضع اهتمام خاص، نظرا لأنهم لا يعتقدون أنه تم استخدامه في القتال.
كما عززت الصين أيضًا جمعها الاستخباراتي في البحر. وخلال السنوات الأخيرة تزايد نشاطها في المحيط الهندي، حيث نشرت سفنًا لتتبع الفضاء، بالإضافة إلى سفن أبحاث وصيد محيطات في عمليات انتشار موسعة،
وكشف دبلوماسيون إقليميون إنه في حين كانت البحرية الصينية حذرة بشأن نشر السفن الحربية على نطاق واسع في المحيط الهندي، والتي لا تزال تفتقر إلى شبكة واسعة من القواعد، فإنها تسعى بنشاط للحصول على معلومات استخباراتية مع هذه السفن الأخرى.
وخلال فترة التوترات بين الهند وباكستان، كان هناك سفن صيد صينية تتحرك بشكل متناغم على ما يبدو إلى مسافة 120 ميلاً بحرياً من التدريبات البحرية الهندية في بحر العرب.
وأشار المحللون إلى أن أساطيل الصيد الصينية تؤدي بشكل روتيني وظيفة ميليشيا منسقة تلعب دوراً مهماً في جمع المعلومات الاستخباراتية. ونظراً لعلاقتها الاستراتيجية العميقة والواسعة مع باكستان، فمن المتوقع أيضاً أن تستغل بكين شبكتها من المبعوثين والفرق العسكرية هناك بالكامل للحصول على معلومات أساسية.
