أخبار عاجلة

العم سام يتحلى بنجمة داود!

العم سام يتحلى بنجمة داود!
العم سام يتحلى بنجمة داود!
العم سام يتحلى بنجمة داود!
عبد اللطيف مجدوبالأربعاء 30 يوليوز 2025 - 23:45

التاريخ يتبرأ!

صور غير مسبوقة لجحافل الجياع؛ تتكدس بهم ردهات وخرائب قطاع غزة. يتساقطون الواحد تلو الآخر جوعاً أو رمياً برصاص القوات العسكرية الإسرائيلية، أو يلقون حتفهم – في كثير من الأحيان – تحت قصف مدفعي أو صواعق قنابل. لم يعد الفلسطيني يميز بين الطائرات المحملة بها وبين أسراب الطيور التي كانت بالأمس القريب تمرح في سماء غزة والضفة.

صور حطمت أرقاماً قياسية في البشاعة والفظاعة والقسوة والعدوانية، صور تتناقلها خجلاً كل محطات البث التلفزيوني في العالم. يشيب لها الولدان، وتكشف عن مادة سعار ذهبت بعقول وقلوب معظم الساسة في إسرائيل، غير مكترثين ولا آبهين بدوي حناجر الشعوب في مختلف بقاع الأرض؛ منددة تارة، ومناشدة “الضمير العالمي” بفك الحصار على أهل غزة تارة أخرى.

في الواجهة الأخرى، يقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – أو بالأحرى “إمبراطور الرسوم الجمركية” – موقفاً منساقاً بالكلية مع السردية الإسرائيلية. لا يتراءى له – وسط أهوال غزة – سوى مشروع عقارات. معظم استنكاراته في الظرفية الحالية: الشجب والتنديد بكل من في قلبه ولو ذرة واحدة من “معاداة السامية”. أقدم على توقيف ميزانيات مالية ضخمة كانت فيما مضى تمرر إلى الجامعات والمعاهد الأمريكية، لا لشيء سوى احتجاجات طلابها وبعض أساتذتها ضد ما يجري من عمليات تطهير عرقي وإبادة جماعية في غزة.

العم سام يتباهى بنجمة داود

وكمثال على ارتداء العم سام لنجمة داود، فقد سئل الرئيس مؤخراً في بعض تصريحاته الصحفية الطائرة أو العابرة. صرح هذا الأخير كجواب عن سؤال أحد الصحفيين:

“هل تنوي أمريكا وقف شلالات الدم والحد من تساقط البشر جوعاً وعطشاً في غزة؟”

“حماس لا تريد أي تسوية… وستخسر كل أوراقها إذا أفرجت عن الرهائن، لذا وجب القضاء عليها…” وفي لمحة بصر، تلقف هذا التصريح حزب الليكود الحاكم وبعض أجنحته المتطرفة بالتهليل والإشادة. فعمدوا إلى بنادقهم وأشبعوا القطاع والضفة بمزيد من النيران والمجازر، بصور تشيب لها الولدان. بل امتدت بهم طموحاتهم التوسعية النازية إلى ضم مزيد من الأراضي في كل من لبنان وسوريا، فضلاً عن دول أخرى على القائمة، كتركيا وإيران، وفي المدى البعيد باكستان.

إسرائيل وإسرائيل الكبرى

من حيث الجغرافية الرسمية، تعتبر إسرائيل دولة صغيرة المساحة، لكن بإمكانيات وموارد ضخمة بوأتها مكانة عالية بين صفوف الدول العظمى. فقد كانت تعاني – وعلى مدى عقود – من نقص حاد في فضائها الاستراتيجي الذي يمكنها من توسيع رقعتها الصناعية والاقتصادية. لكن ما إن انفجر حادث السابع من أكتوبر، وما تلاه من حملات “طوفان الأقصى” لفصائل المقاومة الفلسطينية، وتغلغل القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، وصولاً إلى أطراف “الإسناد العسكري”، سواء في لبنان/حزب الله أو اليمن/الحوثي… حتى تقرر – في دهاليز الخفاء – تمديد رقعة القصف العسكري الإسرائيلي-الأمريكي، لتشمل مواقع جغرافية استراتيجية في كل من لبنان وسوريا والعراق، ولاحقاً إيران. هذا فضلاً عن بسط سيطرتها على مواقع “أمنية” تكاد تشمل المياه الدولية؛ تراقب تحركات الملاحة، وأحياناً تصادر كل سفينة تشتبه في حمولتها ووجهتها بعنجهية وتحد سافرين. وكلما لاحظت تلويحاً بالتنديد بسياستها، سواء من هذا الطرف أو ذاك، أدرجته داخل خندق “معاداة السامية” ووجهت له تهديداً بعبارات تكشف عن أنها فوق كل القوانين والأعراف الدولية، كأن تصرح “بأن يدها طويلة”، تدرك روح عدوها، حتى ولو كان في أقاصي الأرض.

إسرائيل، ومن خلفها اللوبي الصهيوني صاحب الشركات والمؤسسات المالية العملاقة العابرة للقارات، تدرك بعمق أنه قد آن الأوان لتسلم الزمام من أمريكا (مباشرة) في قيادة السياسة الدولية أو بالأحرى العالم. وحتى تكون قد أبرّت بما جاء في بعض المقاطع الكتابية للتلمود “أرض إسرائيل الكبرى”؛ وهو المعنى الحرفي في اللغة العبرية، حينما تصف “الأرض الموعودة لإبراهيم ونسله”، وغالباً ما تفسر على أنها تمتد من النهر إلى النهر “النيل والفرات”. هذا التفسير، وبناءً على هذا الوعد، نلاحظ أن إسرائيل ماضية في تحقيق هذا الحلم، والذي يشمل إسرائيل الحديثة والأراضي الفلسطينية وأجزاء من لبنان وسوريا والأردن، وربما أجزاء أخرى من مصر والعراق.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بعد انتهاء معسكر تونس.. تعرف على برنامج تدريبات الأهلي بعد العودة من معسكر تونس
التالى بث مباشر.. مشاهدة مباراة سبورتنج لشبونة وبنفيكا في نهائي كأس السوبر البرتغالي