أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن موقف مصر من القضية الفلسطينية كان وما زال واضحًا وثابتًا، مشددًا على أن الأحداث الجارية في قطاع غزة ألقت بظلالها السلبية على الاقتصاد المصري، وخاصة على إيرادات قناة السويس التي تراجعت بنسبة تصل إلى 60% نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في المنطقة.
وأوضح مدبولي أن هذه الخسائر الاقتصادية ليست مجرد أرقام، بل تعكس حجم التأثير العميق للأزمة على الاقتصاد الوطني، خصوصًا في ظل الأهمية الاستراتيجية لقناة السويس كمصدر رئيسي للعملة الأجنبية.
مصر تتمسك بحل الدولتين كسبيل وحيد للسلام
وفي سياق تأكيده على موقف مصر السياسي، شدد رئيس الوزراء على أن الحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تطبيق حل الدولتين، مشيرًا إلى أن هذا الموقف ليس جديدًا وإنما هو موقف تاريخي ثابت تتبناه الدولة المصرية في مختلف المحافل الدولية.
وأشار مدبولي إلى أن الأمم المتحدة تتوافق مع هذا التوجه المصري، إذ تعتمد المنظمة الدولية ذات الأسس والمبادئ التي تطالب بها مصر، وعلى رأسها ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
رفض مصري للتجويع ودعوات لإعادة إعمار غزة
في تعليقه على الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، وصف رئيس الوزراء سياسة التجويع التي تُمارس ضد المدنيين بأنها "جريمة حرب مكتملة الأركان"، مشددًا على ضرورة الوقف الفوري لهذه الممارسات وبدء عملية شاملة لإعادة إعمار القطاع.
وأكد أن مصر تقف بقوة إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه ما يتعرض له المدنيون في غزة من معاناة إنسانية قاسية.
القطاع الصحي المصري يفتح أبوابه لاستقبال المصابين من غزة
من جانبه، كشف وزير الصحة عن الجهود الضخمة التي تبذلها مصر لدعم القطاع الصحي الفلسطيني، حيث بدأت الاستعدادات منذ اندلاع أحداث السابع من أكتوبر في غزة، أي منذ أكثر من 662 يومًا، لاستقبال المصابين وتوفير الرعاية اللازمة لهم.
وأوضح الوزير أنه تم تجهيز 27 مستشفى في 7 محافظات مصرية، بإجمالي قدرة استيعابية تصل إلى 700 سرير، تم تزويدها بكافة المستلزمات الطبية الحديثة والمعدات اللازمة لاستقبال وعلاج الجرحى.
خدمات إسعاف متقدمة على الحدود مع القطاع
وفي إطار الاستعدادات اللوجستية، أشار وزير الصحة إلى تخصيص 150 سيارة إسعاف مجهزة بأحدث التقنيات الطبية، لتأمين عملية نقل المصابين من قطاع غزة إلى المستشفيات المصرية، مؤكداً أن هذه الخطوة تأتي ضمن الجهود المصرية المستمرة لدعم الأشقاء الفلسطينيين وتخفيف وطأة الكارثة الإنسانية التي يمرون بها.