أخبار عاجلة
ثورة تغيير.. ليفربول يفتح باب الرحيل لـ8 لاعبين -
الفتح يتعادل سلبيا مع النادي المكناسي -
فرنسا تعلن شجب الإرهاب الإسرائيلي -

"الرأسمالية تجر البشرية إلى الهاوية".. عكنان يقدم "الأورابية" بديلا للإنسانية

"الرأسمالية تجر البشرية إلى الهاوية".. عكنان يقدم "الأورابية" بديلا للإنسانية
"الرأسمالية تجر البشرية إلى الهاوية".. عكنان يقدم "الأورابية" بديلا للإنسانية

بعنوان “الطريق إلى كهف الضبع.. الرأسمالية تجر البشرية إلى الهاوية”، صدر للباحث أسامة عكنان كتاب جديد من أربعة أجزاء، يروم “تفكيك النظام العالمي الذي قام بعد الحرب العالمية الثانية في شقيه السياسي والاقتصادي، والذي أسَّس له مؤتمر “بريتن وودز”، وحتى تفكُّك وانهيار الاتحاد السوفييتي، مع التعرض إلى أهم المحطات التي شهدتها تلك الفترة وكيف أثرت في مسار النظام العالمي خلال فترة الحرب الباردة”. كما يطرح الكتاب بعض المحطات التاريخية السابقة على الحرب العالمية الثانية، لأنه يناقش “الرأسمالية ودورها فيما آل إليه حال الحضارة والمدنية الإنسانيتين في وقتنا الحاضر، وفيما سيؤول إليه مستقبلا إذا استمرت هيمنة الرأسمالية على العالم”.

ووفق تقديم الكتاب، فإنه يهتم بـ”إعادة تركيب النظام العالمي على النحو الذي يتخيله الكاتب وفق فلسفته ورؤيته التاريخية والجيوسياسية الخاصة، وبما يضمن إنقاذ الأرض والإنسان من الكوارث التي تسببت فيها الرأسمالية على مدى ثلاثة قرون من عمرها”، عارضا كل المحاولات التي عمدت الرأسمالية إلى القيام بها لتوجيه مسار العالم نحو ما يضمن لها الإبقاء على الهيمنة على مصير الإنسان، أطول مدة ممكنة.

وعنون الكاتب الجزء الأول بـ”المقدمات.. تحرير العقل العربي من الأساطير السياسية”، والثاني بـ”حضارة وحدة القِيَم والجغرافيا السياسية للنبوة”، أما الثالث فعنوانه “الرأسمالية تدمِّر الإنسان والأرض وتمسخ الهوية الإلهية للإنسان”، ويليه الجزء الرابع “النظام العالمي البديل للنظام العالمي القائم.. الأورابية في مواجهة الأوراسية والأوراكية”.

وينطلق الكتاب من فرضية مفادها أن “أخطر ما يهدد مستقبل الأرض والإنسان هو الرأسمالية”؛ وهو ما يرى معه الكتاب أن “كل من يريد العمل على إنقاذ الكوكب بيئة وإنسانا على كل الصعد، إنما عليه أن يعي أن عليه مواجهة الرأسمالية لتخليص الإنسانية منها”، وفي الآن نفسه “الشيوعية لم تقدم للبشرية أي حلول، بل هي مجرد جملة معترضة قصيرة في تاريخ الرأسمالية ذاتها، أسهمت في دعمها وتقويتها أكثر مما أسهمت في تقويضها وإضعافها، مع العلم بأنها حتى على الصعيد الفلسفي ليست هي المنقذ الذي من شأنه أن يكون هو البديل الحقيقي عن الرأسمالية للنظام العالمي الحالي”.

ويردف الكاتب أنه لكونه يعيش في “منطقة تزخر بالتطرف والتشدد الديني، الذي تمكنت عديد المعاقل والدول الرأسمالية من تحويله إلى مؤسسة إرهابية باسم الدين لاستخدامه في أغراضها السياسية”، فإنه خصص “فصولا عديدة لتفكيك هذه الظاهرة، التي تجلت من خلال كونها مظهرا ملازما ومرافقا للنظام العالمي الحالي، وخاصة منذ مطلع عقد سبعينيات القرن الماضي”.

وفي سياق التفكيك، بيّن الكاتب “العلاقات العضوية بين هذه ظاهرة – الإرهاب – وبين عديد مسارات السياسة الدولية لتحقيق غايات محددة في أماكن وأقاليم محددة”. كما حلّل “ظاهرة الإسلام السياسي التي كانت جزءا لا يتجزأ من بنية النظام العالمي الراهن، سواء ثقافيا ومجتمعيا على نحو محلي قبل منتصف سبعينيات القرن الماضي، أم سياسيا وعسكريا منذ ظهور المسألة الأفغانية والدولة الدينية في إيران مع نهايات ذلك العقد، لتأخذ ظاهرة الإرهاب بالتنامي والتطور والتغير إلى أن أصبحت ظاهرة عالمية منذ الاحتلال الأمريكي للعراق وما بعد ذلك”.

وفي سياق تفكيك الإسلام السياسي كظاهرة، قدم الكتاب الجديد تفكيكا لـ”خطابها الديني ومحتواها الفكري والإيديولوجي والسياسي والاقتصادي، للتعرف على ما إذا كان هذا الخطاب مؤهلا لأن يكون البديل العالمي للرأسمالية بعد أن فشلت الشيوعية في ذلك، ليتبين له – وهو ما أظهره الكتاب بكل وضوح – أن هذا الخطاب الديني للإسلام السياسي بكل فصائله، والمشروع الذي ينطوي عليه، لا يمكنه أن يكون ذلك البديل بأي حال، شأنه في ذلك شأن الشيوعية سابقا، فهو لجهة المكون الاقتصادي فيه لا يملك أية رؤية لأي حل حقيقي خارج نطاق التطابق إلى حد بعيد مع الرأسمالية، فيما عدا بعض الأنظمة المصرفية التي تعتبر بمثابة نتائج للأيديولوجيا وليست أساسا لها”.

أما فيما يتعلق بالمكون السياسي، فهو “مشروع رجعي جدا لا يملك رؤية حضارية متطورة، قادرة على التماهي مع ما تطمح إليه البشرية في فلسفة التعايش والعدالة التي تستطيع إنقاذها من شمولية الشيوعية ومن تغول الرأسمالية”.

إذن، في ضوء النتائج التي توصل إليها الكاتب، والتي تتمثل في أن الرأسمالية “يجب أن يتم استبدالها بفلسفة جديدة لا تكمن في الشيوعية أو في طروحات الإسلام السياسي”، فإن “واقع العالم في النظام العالمي الراهن هو واقع يفتقر إلى المشروع الشامل القادر على أن يكون بديلا للرأسمالية، لجهة أولى أن الشيوعية فشلت وستفشل دائما، ولجهة ثانية أن الإسلام السياسي فاشل هو أيضا ومن حيث المبدأ، ولجهة ثالثة أن الرأسمالية التي يحاول مفكروها البحث عن بدائل من قلب الرأسمالية ذاتها سيفشلون هم أيضا، لأن هذه البدائل كما تعوَّد أولئك المفكرون عند التعاطي مع الأزمات الدورية للرأسمالية كانت بدائل مؤقتة تخفِّف من وطأة أزمة قائمة عبر منطق الترحيل والتأجيل لمواجهة أزمات تراكمية الطابع قادمة في المستقبل”.

بالتالي، فإن أهم نتائج وخلاصات الكتاب هي أن “هنالك معركة شرسة بدأت منذ أكثر من ثلاثة عقود بشكل سافر غالبا، ومنذ أكثر من خمسة عقود بشكل غير سافر غالبا، بين مراكز رأس المال العالمي، أعداء الإنسان والأرض، وبين النُّخَب المُدرِكَة لخطر الرأسمالية عليهما وعلى مصيرهما، ولأن هذه المعركة محتَدِمَة على المستوى الفلسفي والمعرفي والعلمي والاقتصادي حاليا، ولأن الرأسمالية لا تزال تملك أهم أدوات التحكم في توجيه هذه المعركة”.

ومن بين ما يناقشه الكتاب الإيديولوجيا “الأوراسية” التي تقف وراءها روسيا، مبينا “مشكلاتها الفكرية وضعفها الفلسفي وعدم تماسكها”، قبل أن يشتق مصطلحه الخاص للنظير الغربي للأوراسية ويطلق عليه “الأوراكية”، ويقوم أيضا بتفكيكه وتحليله ليبين “ضعفه ومعضلاته الفكرية”.

ويدعو المؤلف إلى “الأورابية”؛ وهي “الفلسفة التي تقوم على إعادة إنتاج العلاقة بين العرب وأوروبا، وخاصة في منطقة حوض البحر المتوسط لمواجهة الأوراسية والأوراكية”، مبينا “بفلسفته الخاصة في الجغرافيا السياسية أن من يسيطر على البحر المتوسط وخاصة على شرقه يمكنه أن يتحكم في العالم، وأن العالم كان دوما ولا يزال عالة في معظم جوانب حضارته على كل من أوروبا والعرب، ومن ثم فلن تنقذ العالم أية فلسفة إذا لم تكن قائمة على بناء لحمة خاصة بين هاتين الجغرافيتين، وقادرة على إعادة الجمع بين هاتين الديموغرافيتين، بصرف النظر عن كل التناقضات التاريخية التي شهدتها العلاقة بين هاتين الكتلتين التاريخيتين والجغرافيتين العملاقتين”.

أما حول العنوان “الطريق إلى كهف الضبع.. الرأسمالية تجر البشرية إلى الهاوية”، فإن رمزيتها، كما يوضح أسامة عكنان، تستمد من أن “المَضبوع” في الثقافات الأسطورية الشعبية هو “الشخص الذي يمشي وراء “الضبع” فاقدا لإرادته بعد أن يكون قد نفثَ في وجهه ما يجعله كذلك، فيَسوقُه إلى كهفه كي يفترسَه هناك”.

هنا، “الرأسمالية هي الضبع” بأدواتها “الصهيونية العنصرية” و”الإرهاب الديني” و”الوظيفية السياسية”، و”البشرية هي المَضبوع”، و”كهف الضبع هو المذبحة الكبرى التي تسوق الرأسمالية البشرية إليها قبل نهاية القرن الحالي”، أما المادة التي نفثَتها في وجه الإنسانية كي “تنضبعَ” فهي: “تكنولوجيات المعلومات والاتصالات” التي راحت تستخدمها لمَسخ “الهوية الإلهية للإنسان”، كي يفقدَ إرادتَه ووعيَه ويَعبُر إلى الكهف مستسلِما فتسحقه فيه، بعد أن فشلت في ذلك كلٌّ من “المالتوسية الجديدة” و”البيولوجيا الاجتماعية”، على مدى الربع الأخير من القرن العشرين.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق إصابة 5 أشخاص في حادث انقلاب ميكروباص بطريق أسيوط الصحراوي بالفيوم
التالى الاتحاد يطلب ضم موهبة الأهلي ضمن صفقة مروان عطية