
طارق عبد الحميد
طارق عبد الحميد
في الحادي عشر من يوليو الجاري، كان العرب على موعد مع الخبر السعيد والمنتظر بإدراج موقع "الفاية" بإمارة الشارقة (الإمارات) ضمن قائمة "اليونسكو" للتراث العالمي، بعد أن اعتمدت لجنة التراث العالمي في دورتها الـ (47) المنعقدة في باريس، قرارًا جماعيًا بهذا الإدراج الذي يُعد استحقاقًا تاريخيًا يعكس رؤية سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي.. حاكم الشارقة.. وإيمانه العميق بقيمة التراث الإنساني ودوره في بناء الحاضر واستشراف المستقبل.
وقد حظيت "الفاية" (المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة) بهذا الاعتراف لما تتمتع به من "قيمة عالمية استثنائية"، كونها تحتفظ بأحد أقدم وأطول السجلات المتواصلة لوجود الإنسان في البيئات الصحراوية، والتي تعود إلى أكثر من 200 ألف عام.
ويمثل هذا الخبر السعيد استمرارًا منطقيًا لـ "مشروع الشارقة الحضاري" الذي أسسه ورعاه د.سلطان القاسمي، والقائم على أساسيّ: العروبة والإسلام، اللذين يمثلان الوعاء الجامع للعمق الحضاري "العربي الإسلامي" الملتحف بـ "الثقافة" - معنىً ومبنًى- بوصفها البعد الأقدر على "بناء البشر قبل الحجر".
وقد تجلى سجل إنجازات د.سلطان القاسمي الثقافية على مدار السنين - على سبيل المثال لا الحصر- في اختيار اليونسكو للشارقة عاصمة الكتاب في العالم لعام 2019م، وسبقها اختيار المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسيكو) للشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014م، وكذلك اختيار الشارقة العاصمة الثقافية للعالم العربي لعام 1998م، فضلاً عن الجوائز الضخمة التي يرعاها د.القاسمي في مختلف الحقول الثقافية، ومنها جائزة الشارقة للإبداع العربي في مجالات: الشعر الفصيح - القصة القصيرة - الرواية - النص المسرحي- النقد- أدب الأطفال.
وكان وراء هذا الإنجاز التاريخي - وبتوجيه من د.سلطان القاسمي- ابنته الشيخة بدور القاسمي التي تولت منصب "سفير موقع الفاية لدى اليونسكو"، والتي تُعد الساعد الأيمن للدكتور سلطان القاسمي في نجاح "مشروع الشارقة الحضاري"، ولمَ لا وهي التي تشغل حاليًا منصب رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، كما أنها مؤسِسة "جمعية الناشرين الإماراتيين" في عام 2009م، والتي أصبحت عضوًا عاملًا في الاتحاد الدولي للناشرين في عام 2012م، ثم تولت منصب نائب رئيس الاتحاد بين عاميْ (2019- 2020م)، إلى أن تولت منصب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين كأول امرأة عربية ومسلمة تتولى هذا المنصب، وثاني امرأة في العالم تتولاه بعد الأرجنتينية "آنا ماريا كابانيلاس".
وفي تعليقها على إدراج "الفاية" على قائمة "اليونسكو"، أشارت الشيخة بدور القاسمي إلى أن "الفاية" هذا العام كان الترشيح العربي الوحيد الذي نظرت فيه لجنة التراث العالمي، واليوم يصبح ثاني موقع في دولة الإمارات ينال هذا التقدير العالمي، بعد المواقع الثقافية في مدينة العين التي أُدرجت عام 2011م، إنه انتصار كبير للشارقة، وانتصار لدولة الإمارات، وانتصار للمنطقة بأسرها.
كما شددت على التزام الشارقة بمواصلة جهودها في صون وحماية موقع "الفاية"، والاستثمار في أعمال الحفاظ عليه، وتوسيع نطاق البحث العلمي المرتبط به، لضمان وصول قصته وتأثيره الحضاري إلى العالم أجمع.
هنيئًا للشارقة وقائدها الكبير د.سلطان القاسمي هذا الإنجاز الفذ، والتهنئة موصولة لدولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها، وللأمة العربية جمعاء.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.