خبير: الاقتصاد الروسي أثبت قدرة عالية على التكيّف مع العقوبات الأوروبية

الاقتصاد الروسي

 أكد الخبير الاقتصادي الدكتور عامر الشوبكي، أن الاقتصاد الروسي أثبت قدرة عالية على التكيّف مع العقوبات الأوروبية، رغم عمقها وحدّتها، لافتًا إلى أن التأثير الحقيقي للعقوبات تمثّل في العام الأول فقط، حيث شهد الاقتصاد الروسي انكماشًا، لكن عاد لينمو بوتيرة تفوقت على بعض اقتصادات الدول التي فرضت العقوبات، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وأشار الشوبكي، في مداحخلة مع قناة إكسترا نيوز، إلى أن أسعار النفط المرتفعة في السنوات الماضية كانت المنقذ الحقيقي لروسيا، حيث ساعدت على امتصاص الصدمة الاقتصادية، لكنه حذر من أن الانخفاض الحالي في أسعار النفط قد يفتح الباب أمام تحديات اقتصادية أكبر للكرملين.

وفي ما يتعلق بالشراكات الدولية، أكد الشوبكي أن العلاقات الروسية-الصينية أصبحت محورًا أساسيًا في تخفيف أثر العقوبات الغربية، مضيفًا أن الصين باتت الشريك الأول لروسيا في مجال الطاقة، خصوصًا في النفط والغاز.

أما بالنسبة لسوق الغاز، فكشف أن أوروبا لا تزال تستورد نحو 14% من حاجتها من الغاز من روسيا على شكل غاز مسال، رغم كل التصريحات والسياسات المعلنة، معتبرًا ذلك مؤشرًا على هشاشة الخطط الأوروبية للاستغناء عن الطاقة الروسية.

وحول أثر العقوبات على المدى الطويل، يرى الدكتور الشوبكي أن العقوبات الحالية أعمق من سابقاتها، ما قد يدفع روسيا إلى دراسة خيارات سياسية، منها التفاوض على وقف إطلاق نار في أوكرانيا، لتفادي مزيد من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية.

كما سلّط الضوء على الانعكاسات السلبية للعقوبات على أوروبا نفسها، مشيرًا إلى أن ارتفاع تكاليف الطاقة أثّر على تنافسية الصناعة الأوروبية، وأضعف قدرتها على الصمود اقتصاديًا، وأضاف: "الاتحاد الأوروبي يعيش حالة من الضعف غير المسبوق، وربما هو في أضعف حالاته منذ الحرب العالمية الثانية".

وفي ختام حديثه، نوّه الشوبكي إلى وجود انقسام داخل الاتحاد الأوروبي حول استمرار العقوبات، خاصة من دول مثل المجر، إلى جانب توترات اقتصادية متزايدة بين الولايات المتحدة وأوروبا، مما يجعل الموقف الأوروبي أكثر هشاشة وتعقيدًا.