صرّحت الفنانة المصرية جيهان الشماشرجي أن مشاركتها في فيلم "أحمد وأحمد"، المعروض حاليًا في دور السينما، كانت بمثابة تجربة شديدة الخصوصية، واختباراً لقدرتها على التعامل مع أدوار معقدة إنسانيًا ونفسيًا، حيث تؤدي شخصية "دوحة"، خطيبة أحد بطلي العمل، والتي تدخل في دوامة من التوتر والغموض نتيجة حادثة فقدان ذاكرة تعصف بالعلاقة وتعيد ترتيب المفاهيم والمشاعر.
وأكدت جيهان في مقابلة صحافية أن العمل لم يكن مجرد محطة فنية ضمن مسيرتها، بل تحدياً شخصياً دفعها إلى الغوص في أعماق شخصية تواجه صدمات مفاجئة وتعيش صراعاً داخلياً حاداً بين ما هو متوقع وما تفرضه لحظة الحقيقة. وأوضحت أن أكثر ما جذبها للدور لم يكن مساحته على الشاشة، بل عمقه الإنساني، وما يتطلبه من دقة في التعبير والانفعالات النفسية، مضيفة أن شخصية "دوحة" ليست عاطفية فقط، بل تقف على حافة الانهيار وتحاول أن تتماسك في ظروف تتسم بالغموض والارتباك.
وعن كواليس التصوير، تحدّثت الشماشرجي عن مشاعر الخوف التي انتابتها أثناء تنفيذ مشاهد الأكشن، خاصة تلك التي تضم مطاردات وانفجارات، مشيرة إلى أن الخوف من المرتفعات والسرعة كان حقيقياً، لكنه ساهم، من وجهة نظرها، في تقديم مشاهد أكثر صدقاً وقرباً من إحساس الشخصية على أرض الواقع. كما كشفت أن الفنان أحمد السقا تعرّض لإصابة أثناء تنفيذ أحد المشاهد الخطرة، وهو ما أثار قلق فريق العمل، لكنها عبّرت عن إعجابها بشجاعته وتفانيه رغم الظروف الصعبة، ووصفت وجوده في مواقع التصوير بأنه يمنح شعوراً بالأمان والانضباط.
جيهان عبّرت عن سعادتها بالعمل مجددًا مع الفنان أحمد فهمي، مؤكدة وجود تفاهم فني كبير بينهما نتيجة تجارب سابقة، وهو ما ساهم في خلق مشاهد حقيقية مفعمة بالتلقائية. وأكدت أن أجواء التصوير كانت مريحة ومليئة بالدعم، وأن الفيلم يمثل حالة سينمائية متكاملة تعتمد على عنصر التشويق الإنساني وليس فقط الحركة أو الأكشن، معربة عن أملها في أن يحقق العمل النجاح الجماهيري المتوقع، خاصة أنه يقدم معالجة مختلفة لفكرة الهوية والذاكرة والاختيار.
ولدت جيهان الشماشرجي في القاهرة، ونشأت وسط أسرة تهتم بالثقافة والفن، حيث درست في كلية الإعلام ثم التحقت بورش التمثيل قبل أن تبدأ خطواتها الأولى على الشاشة من خلال مشاركات تلفزيونية محدودة سرعان ما لفتت الأنظار. اشتهرت بملامحها الهادئة وأدائها المتزن، وبرزت في أدوار متنوعة بين الدراما الاجتماعية والكوميديا. لاقت انتشارًا واسعًا بعد دورها المؤثر في مسلسل "سفاح الجيزة"، الذي حقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، وظهرت فيه بصورة جديدة كسرت خلالها الصورة النمطية للممثلة الرومانسية الهادئة، وقدمت شخصية ذات أبعاد مظلمة ومعقدة.
توالت بعد ذلك مشاركاتها في أعمال سينمائية وتلفزيونية مع عدد من كبار النجوم، من بينهم أحمد عز، ومنة شلبي، وتيم حسن، واستطاعت أن تحجز لنفسها مكانة لافتة في المشهد الفني المصري، خاصة بفضل قدرتها على التلوّن والانتقال بسلاسة بين أنماط مختلفة من الشخصيات.
تعتبر جيهان الشماشرجي أن المعيار الأهم في اختياراتها الفنية ليس حجم الدور، بل تأثيره وصدقه، وتؤمن أن التمثيل لا يقاس بمساحة الظهور، بل بمدى قدرة الفنان على خلق لحظة حقيقية تمسّ مشاعر الجمهور وتبقى في ذاكرته.
قد يهمك أيضــــــــا