شهد مطار فانكوفر الدولي، البوابة الجوية الأكثر ازدحامًا في غرب كندا، حادثًا أمنيًا غير مسبوق ظهر أمس الثلاثاء (15 يوليو 2025)، عندما أجبرت طائرة صغيرة مختطفة السلطات على إغلاق المجال الجوي مؤقتًا، مما عطّل حركة الملاحة وأثار تساؤلات حادة عن ثغرات أمن الطيران.
ووفقًا لبيانات الدرك الملكي الكندي، بدأت الأزمة عند الساعة 13:10 بالتوقيت المحلي (20:10 توقيت جرينتش)، عندما تلقت شرطة ريتشموند إنذارًا يفيد باختطاف طائرة من طراز "سيسنا 172" ذات المحرك الواحد، بعد تحويل مسارها قسرًا من منطقة جزيرة فانكوفر وتوجهها نحو المجال الجوي للمطار الدولي.
مناورات جوية خطيرة
أظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي الطائرة وهي تحلق على ارتفاع منخفض، وتنفذ مناورات حادة وغير اعتيادية بالقرب من المدرج الرئيسي.
ووفقًا لشهادة بول هيني، شريك شبكة CNN الذي كان على متن طائرة قريبة، "كانت الطائرة تنعطف بانحدارات حادة على ارتفاع لا يتجاوز بضع مئات من الأمتار، مما أثار الذعر بين المتابعين".
كما أبلغ مراقبو الحركة الجوية في الاتصالات المسجلة: "لدينا طائرة مختطفة بالقرب من المطار... أي طائرة تقترب منه يجب أن تتحذير بحذر شديد". وقد تعرضت إحدى طائرات "ويست جيت" لموقف خطير عندما عبرت الطائرة المختطفة على بعد أربعة أميال فقط من مقدمتها، مما أجبرها على إلغاء هبوطها فورًا.
احتواء سريع واعتقالات
شنت شرطة الخيالة الملكية الكندية (RCMP) عملية طوارئ فورية، حيث نشرت وحدات من شرطة ريتشموند، وفرق الكلاب البوليسية، ووحدة الخدمات الجوية، بالإضافة إلى إغلاق المجال الجوي .
وبحسب البيان الرسمي للدرك، هبطت الطائرة بسلام في المطار عند الساعة 13:45، وتم احتجاز المشتبه به – الذي كان الشخص الوحيد على متنها – دون أي مقاومة أو إصابات، فيما أكدت التحقيقات الأولية أن الطائرة مسجلة رسميًا ضمن أسطول "نادي فيكتوريا للطيران"، وهي جهة معروفة بتقديم دورات تدريبية للطيارين.
شلل جوي وتكاليف اقتصادية
أدى الحادث إلى تعليق عمليات الهبوط لمدة 39 دقيقة كاملة، نتج عنها تحويل مسار تسع رحلات جوية قادمة إلى مطارات بديلة مثل كالغاري وسياتل، وتأخير عشرات الرحلات المغادرة لأكثر من ساعة .
وصرح متحدث باسم مطار فانكوفر بأن "الحادث الأمني استلزم إجراءات وقائية صارمة لحماية الأرواح"، مشيرًا إلى تعاون إدارة المطار مع شركات الطيران لتخفيف التأثير على المسافرين.
دوافع غامضة
رغم سرعة احتواء الأزمة، لا تزال دوافع المشتبه به – الذي لم تكشف السلطات هويته غامضةً، في وقت ذكرت تقارير أولية أن الطائرة نفذت "مناورات تشبه الاستعراضات الجوية" قبل الهبوط، مما دفع بعض الخبراء إلى التكهن بوجود اضطراب نفسي أو محاولة انتحار.
وفي تعليق لافت، تساءل الكابتن جيمس تورنر، الخبير في أمن الطيران: "كيف لطائرة مسروقة أن تخترق المجال الجوي لأكبر مطارات كندا دون اعتراض؟ هذا يشير إلى ثغرة خطيرة في أنظمة الرصد للطائرات الصغيرة".
إخفاقات أمنية متكررة
يأتي الحادث بعد أسبوعين فقط من تعطيل حركة الطيران في مطاري أوتاوا ومونتريال بسبب تهديدات بالقنابل، مما يكشف عن نمط متكرر من الضعف الأمني، ووفقًا لتحليل مركز "كندا لأبحاث الطيران"، فإن 70% من المطارات الكندية لا تطبق برامج مراقبة متقدمة للطائرات الخاصة الصغيرة، مما يجعلها نقاطاً عمياء محتملة.
إصلاحات ومراجعة
أعلنت هيئة النقل الكندية فتح تحقيق مستقل لمراجعة الإجراءات الأمنية، مع التركيز على ضرورة تحديث أنظمة التعرف على الطائرات الصغيرة غير المسجلة في خطوط الطيران التجارية، كما دعا نواب في البرلمان الكندي إلى فرض "تجهيز جميع الطائرات الخاصة بأجهزة تتبع لا يمكن تعطيلها".
