رمسيس , شهدت منطقة وسط البلد بالقاهرة حالة من الفزع والارتباك، بعد اندلاع حريق مفاجئ في الطابق العلوي من مبنى السنترال ، أحد أهم المباني الخدمية في العاصمة. تصاعدت أعمدة الدخان بكثافة لتغطي سماء شارع الجمهورية، وسط صدمة وذهول المارة وسكان المنطقة، الذين وصفوا اللحظات الأولى للحادث بأنها كانت “مرعبة”.

دخان كثيف ولهب مفاجئ: شهادات من قلب الحدث
روايات شهود العيان كشفت عن حالة من الهلع التي اجتاحت المكان بمجرد اندلاع الحريق. يقول أحد أصحاب المحلات المجاورة للمبنى:
“المنطقة كلها اسودّت فجأة، لقينا الدخان بيغطي الشارع، والناس بتجري في كل اتجاه، محدش كان فاهم حاجة، وبعدها بلحظات شوفنا اللهب طالع من فوق السنترال”.
من جهته، يروي عامل في مقهى قريب من مكان الحادث تفاصيل المشهد المؤلم قائلاً:
“كنا شايفين موظفين بيصرخوا من الشبابيك، وفي ناس بتحاول تنزل من الأدوار العالية، كان المنظر مرعب جدًا، وكأننا في فيلم أكشن”.
تلك اللحظات التي تحولت فيها دقائق العمل والروتين اليومي إلى كابوس حي، رسمت مشهدًا مأساويًا عاشه كل من تواجد بالقرب من المبنى المحترق.

إخلاء سريع لـ سنترال رمسيس وجهود مكثفة للسيطرة
بحسب روايات الأهالي، وصلت قوات الحماية المدنية إلى الموقع بسرعة كبيرة، وبدأت فورًا في تنفيذ عمليات الإطفاء والإنقاذ.
تمكنت الفرق من إخلاء المبنى بالكامل من الموظفين والعاملين، وتم إنقاذ خمسة أشخاص كانوا محتجزين داخل المكاتب، بعد أن تعرضوا للاختناق نتيجة الدخان الكثيف.
رجال الإطفاء عملوا لساعات طويلة في ظل ظروف صعبة، خاصة مع امتداد النيران إلى أجزاء من السطح، وكان همّهم الأول إنقاذ الأرواح، ثم السيطرة على الحريق قبل أن يمتد إلى المباني المجاورة.

خدمات الاتصالات تتأثر بعد حريق سنترال رمسيس.. والجهود مستمرة
أدى الحريق إلى تأثر جزئي في خدمات الاتصالات والإنترنت في بعض المناطق المحيطة بموقع الحادث. وأفادت مصادر فنية من الشركة المسؤولة عن تشغيل السنترال أن فرق الصيانة تعمل بشكل متواصل لإعادة الخدمة إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن، متوقعة أن تتم استعادة الشبكة بالكامل خلال ساعات قليلة.
الحادث سلط الضوء على أهمية إجراءات الأمان والسلامة داخل المرافق العامة، خاصة تلك التي تقدم خدمات حيوية للمواطنين، كما أثار تساؤلات حول مدى جاهزية مثل هذه المباني للتعامل مع حالات الطوارئ.
في النهاية، يُحسب لقوات الحماية المدنية سرعة الاستجابة التي أنقذت أرواحًا كثيرة، لكن الحادث يظل جرس إنذار بضرورة تعزيز أنظمة السلامة داخل المنشآت الكبرى. أما الأهالي، فما زالت صور الدخان واللهب عالقة في أذهانهم، في انتظار عودة الهدوء إلى أحد أكثر شوارع القاهرة ازدحامًا وحيوية.