طالبت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بجهة بني ملال خنيفرة السلطات المحلية والقضائية بفتح تحقيق نزيه ومستعجل في ملابسات وفاة والد الشاب بوعبيد، الذي يخوض اعتصامًا مفتوحًا منذ عشرة أيام فوق خزان مائي مرتفع بجماعة أولاد يوسف، احتجاجًا على ما يعتبره غموضًا يلف وفاة والده بعد إحالته على التقاعد.
وأعرب فرع الجمعية ذاتها، في بيان له، عن قلقه البالغ إزاء “الوضع الخطير الذي يهدد حياة الشاب المعتصم، لكونه يخوض إضرابًا عن الطعام والماء في ظل درجات حرارة مرتفعة وموقع مرتفع يشكل خطرًا على سلامته البدنية والنفسية”.
وأكدت الهيئة ذاتها أن “الحق في الحياة والسلامة الجسدية والأمان الشخصي حقوق مقدسة تضمنها المواثيق الدولية والقوانين الوطنية”، داعية الجهات المسؤولة إلى “التدخل الفوري وفتح حوار مباشر مع المعني بالأمر لإقناعه بالنزول من أعلى الخزان وإنهاء الاعتصام، حفاظًا على حياته”.
كما شددت الجمعية على “ضرورة أن يشمل التحقيق كافة الملابسات المرتبطة بوفاة والد الشاب، خاصة في ظل الشكوك التي عبّر عنها بوعبيد بخصوص احتمال تعرض والده لتصفية أو إهمال مقصود”، مطالبة بترتيب الجزاءات القانونية في حال ثبوت مسؤولية جنائية.
وفي السياق ذاته دعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى “تسهيل ولوج المواطنين إلى العدالة، والإنصات الجدي لشكاواهم، تفاديًا للجوء إلى احتجاجات يائسة قد تعرض حياتهم للخطر”، كما ناشدت الشاب المعتصم “التراجع عن هذا الشكل النضالي الخطير”، مؤكدة “مشروعية طلبه معرفة الحقيقة بشأن وفاة والده”.
وخلص البيان إلى أن “حماية الحق في الحياة، وضمان العدالة، والإنصات لنبض المواطنين، مسؤوليات لا تحتمل التسويف، وتشكل صلب التزامات الدولة في احترام حقوق الإنسان وصون كرامة المواطنين”.
