في مشهد تراجيدي امتزج فيه الحزن بلطف القدر، شهدت محافظة البحيرة واقعة مؤسفة كان بطلها سائق قطار البحيرة لفظ أنفاسه الأخيرة أثناء تأدية عمله، لكن العناية الإلهية كتبت سطور النجاة لمئات الركاب من كارثة كانت محققة، حيث توقف القطار بسلام في محطته الأخيرة قبل أن يتوقف قلب سائقه إلى الأبد.
قطار البحيرة
بدأت القصة عندما توقف القطار في محطة سكة حديد التحرير بمحافظة البحيرة، وهو إجراء روتيني ومعتاد، لكن الدقائق بدأت تمر والقطار لا يتحرك من مكانه، وساد شعور من الحيرة والارتباك بين الركاب الذين بدأوا يتساءلون عن سبب هذا التأخير غير المبرر، ليتحول هذا القلق تدريجيًا إلى هاجس بأن شيئًا ما ليس على ما يرام.

اكتشاف الفاجعة داخل الكابينة
دفع الفضول والقلق بعض الركاب ومسؤولي المحطة إلى تفقد الأمر والتوجه نحو كابينة القيادة لمعرفة سبب التوقف الطويل، وهناك كانت الصدمة الكبرى، حيث وجدوا السائق قد فارق الحياة وهو على كرسيه داخل الكابينة، ليتحول المشهد في لحظات من الترقب إلى حالة من الذهول والحزن العميق على الرجل الذي أنهى رحلته الأخيرة في الحياة أثناء عمله.

تدخل أمني واستبعاد الشبهة الجنائية
على الفور تم إبلاغ شرطة النجدة التي هرعت إلى مكان الواقعة، وانتقلت الأجهزة الأمنية لمعاينة الموقف، وبعد الفحص والتحريات الأولية تبين أن حادث وفاة سائق قطار كان طبيعيًا تمامًا ولا توجد أي شبهة جنائية وراءه، حيث كشفت المعلومات أن السائق قد تعرض لأزمة صحية مفاجئة وحالة إغماء حادة أدت إلى وفاته مباشرة.
العناية الإلهية تكتب النجاة للركاب
يكمن لطف القدر في توقيت وقوع هذه المأساة، فوفاة السائق أثناء توقف القطار بالكامل داخل المحطة هو ما أنقذ أرواح جميع الركاب، فلو حدثت هذه الأزمة الصحية المفاجئة قبل دقائق قليلة والقطار يسير بسرعته القصوى بين المحطات أو عند اقترابه من أحد المزلقانات المفتوحة، لكانت العواقب كارثية ولكنا أمام فاجعة كبرى، لكن القدر شاء أن تتوقف رحلة القطار بسلام أولًا ثم تتوقف رحلة سائقه.
محضر بالواقعة وإحالة للنيابة
قامت السلطات الأمنية بتحرير المحضر اللازم بالواقعة وإثبات ما حدث بعد معاينة مسرح الحادث والاستماع لشهود العيان، وجاري عرض المحضر على النيابة العامة المختصة لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة والتصريح بدفن جثمان السائق الذي رحل عن عالمنا وهو يؤدي واجبه بكل أمانة وشرف.