توقفت موجة الصعود التي شهدتها أسعار الذهب على مدار ثلاثة أيام متتالية حيث أخذ المعدن الأصفر خطوة إلى الوراء خلال تداولات اليوم الخميس في ظل حالة من الترقب الحذر التي تسيطر على الأسواق العالمية والمحلية على حد سواء وينتظر المستثمرون بفارغ الصبر صدور تقرير الوظائف الأمريكي الذي يعد بمثابة بوصلة رئيسية توجه قرارات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي وهذا الترقب لم يكن مجرد حالة نفسية بل انعكس بشكل مباشر على الأسعار في السوق المصري.
أسعار الذهب تأثير الترقب العالمي على السوق المصري
شهدت السوق المحلية في مصر انخفاضًا ملموسًا في الأسعار استجابة للحذر العالمي حيث تراجع سعر جرام الذهب من عيار 21 وهو الأكثر شعبية وتداولًا في مصر بمقدار 20 جنيهًا للجرام الواحد وقت كتابة هذه السطور ليسجل 4650 جنيهًا للجرام وقد تبعته بقية الأعيرة في هذا المسار الهابط حيث بلغ سعر جرام عيار 24 حوالي 5257 جنيهًا بينما استقر سعر جرام عيار 18 عند 3942 جنيهًا كما وصل سعر الجنيه الذهب الذي يزن 8 جرامات من عيار 21 إلى 36,800 جنيه.

استقرار حذر في البورصات العالمية
على الصعيد العالمي لم تكن الصورة مختلفة كثيرًا حيث دخل سعر أونصة الذهب في نطاق تداول مستقر نسبيًا حول مستوى 2350 دولارًا بعد أن سجلت أعلى مستوى لها خلال اليوم عند 2365 دولارًا وأدنى مستوى عند 2342 دولارًا وهذا الاستقرار يعكس حالة الانتظار والترقب التي يتبناها كبار المستثمرين في البورصات العالمية حيث يفضلون عدم اتخاذ مراكز شرائية أو بيعية كبيرة قبل اتضاح الرؤية الاقتصادية التي سيوفرها التقرير الأمريكي القادم.

لماذا تتجه الأنظار نحو بيانات الوظائف الأمريكية؟
تكمن أهمية تقرير الوظائف الأمريكي ومؤشر مديري المشتريات للقطاع الخدمي في قدرتهما على رسم صورة واضحة عن صحة أكبر اقتصاد في العالم فإذا جاءت البيانات قوية وأظهرت سوق عمل متينًا قد يدفع ذلك مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول وهو ما يقلل من جاذبية الذهب الذي لا يدر عائدًا وعلى العكس تمامًا إذا جاءت البيانات ضعيفة فإنها تعزز من احتمالات خفض الفائدة مما يدعم صعود أسعار الذهب بشكل كبير.