تزامنا والارتفاعات القياسية في درجات الحرارة خلال الأيام الماضية اندلعت حرائق متفرقة بإقيلمي العرائش واشتوكة أيت باها، مطلقة دعوات الخبراء إلى تعزيز “الوعي المجتمعي”.
ونشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد، لقطات توثق كيف أتى حريق على مساحات خضراء بمنطقة “تاركا نتوشكا”.
كما نشرت المصادر ذاتها تدمير الحرائق مساحات من الغطاء الغابوي نواحي العرائش. وقالت جماعة المدينة في بيان لها إن هناك جهودا للقضاء على البؤر المشتعلة.
ويرى جمال أقشباب، باحث في البيئة والمناخ والتنمية المستدامة، أن الحريقين معا مرتبطان بقوة بالحرارة المرتفعة.
واستدرك أقشباب بأن ما يجري حاليا يستدعي تعزيز التوعية المجتمعية بخطر الحرائق، وخاصة لدى الساكنة الجبلية في مناطق الغابات، معتبرا أن “الصيف الجاري يلمح إلى فقدان هذا الوعي”.
وشدد الباحث في البيئة والمناخ والتنمية المستدامة على أن الحرارة المرتفعة لا تبعد مسؤولية اليد البشرية في افتعال الحرائق، وبالتالي وجب العمل على هذا الشق بقوة.
وتابع: “هذا الصيف يلاحظ نقص في التوعية عبر الوسائط المتوفرة، وهو ما يجب تداركه”، وزاد: “هذا الأمر ضروري رغم أن حرائق الصيف ترتبط بقوة بالأسباب الطبيعية المتعلقة بالحرارة”.
وتطرق المتحدث نفسه إلى هاجس توعية الساكنة الجبلية، منتقدا “ضعف تحسيسها بخطر الحرائق التي تحوم من حولها كل صيف”.
من جهته؛ ذهب الخبير المناخي علي شرود إلى مطالبة الحكومة بـ”خريطة تتبع للكوارث الطبيعية بالمغرب”.
وقال شرود إن هذه الخارطة ستمكن من مواجهة مختلف الكوارث الطبيعية بشكل ناجع.
واعتبر الخبير المناخي ذاته أن “حريقي العرائش واشتوكة أيت باها يرتبطان بقوة بالحرارة المرتفعة التي عرفتها عدة مناطق مغربية مؤخرا”.
ولفت المتحدث إلى ضرورة العمل على تعزيز التوعية والتحسيس في هذه الظرفية، بالنظر إلىى أهمية ذلك في القضاء على أي نتائج وخيمة للحرائق.
كما أوضح شرود أن المغرب مؤخرا يشهد ارتفاعا غير مسبوق لدرجات الحرارة، وهي ظاهرة موسمية واعتيادية وترتبط بسياق تأثر عالمي، وزاد: “لهذه الحرارة الاعتيادية تأثيرات كثيرة، خاصة على المياه السطحية وعلى الغابات عبر الحرائق”.