دخل حيز التنفيذ اليوم الأحد في فرنسا قانون جديد يحظر التدخين في عدد من الأماكن العامة المفتوحة، أبرزها الشواطئ والحدائق العامة، ضمن إجراءات حكومية تهدف لحماية الأطفال من التعرض للتدخين السلبي، وتعزيز بيئة صحية في الأماكن المخصصة للترفيه والتعلم.
ويشمل الحظر أيضًا محيط مواقف الحافلات، والمدارس، والمكتبات، وحمامات السباحة، حيث يُمنع التدخين ضمن دائرة نصف قطرها 10 أمتار من هذه المواقع. ويأتي تنفيذ القرار بعد نشره رسميًا في الجريدة الرسمية للبلاد يوم أمس، على أن تُطبق الغرامات ابتداءً من اليوم.
وبحسب اللوائح، يُعاقب المخالفون بغرامة تصل إلى 135 يورو، وقد ترتفع إلى 700 يورو في بعض الحالات، رغم ترجيحات باعتماد فترة سماح أولية لتوعية المواطنين بالقيود الجديدة.
وأكدت وزيرة الصحة والأسرة، كاثرين فوتران، أن هذه الإجراءات تأتي ضمن خطة أوسع تستهدف "الوصول إلى جيل خالٍ من التبغ بحلول عام 2032". وقالت: "يجب أن يختفي التبغ من الأماكن التي يوجد بها الأطفال، مثل الشواطئ والحدائق والمدارس. هذه أماكن للعب والتعلم والتنفس، وليست للتدخين".
وتعد هذه الخطوة امتدادًا لسلسلة من التدابير التي اتخذتها فرنسا خلال العقد الأخير لتقليص معدلات التدخين في البلاد، والتي أحرزت تقدمًا لافتًا، حيث أفاد أقل من 25% من البالغين في استطلاع أجري عام 2023 أنهم يدخنون يوميًا — وهو أدنى معدل مسجل منذ عام 2000.
ورغم الترحيب بالخطوة من قبل منظمات مكافحة التبغ، إلا أن الانتقادات لم تغب. فقد أعرب إيف مارتينيه، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين، عن استغرابه من عدم شمول القرار للسجائر الإلكترونية، قائلاً إن نكهاتها "تُستخدم لجذب الشباب".
وقال مارتينيه: "يشير الوزير إلى حماية الأطفال، لكن الأطفال أيضًا يترددون على شرفات المقاهي"، منتقدًا استمرار السماح بالتدخين في هذه الشرفات.
وفيما دعت جهات صحية إلى توسيع الحظر ليشمل شرفات المقاهي والمطاعم، اعتبرت جهات أخرى ذلك غير واقعي. وقال فرانك ديلفو، رئيس اتحاد الصناعات الفندقية لمنطقة باريس، إن "حظر التدخين في الشرفات لن يحل المشكلة بل سينقلها إلى محيط المنشآت".
أما فرانك ترويه، من جمعية "فنادق ومطاعم فرنسا"، فدعا إلى التعايش بين المدخنين وغير المدخنين، قائلاً: "يمكننا التوصل إلى توازن يسمح للجميع بالاستفادة من الأماكن العامة".
بحسب بيانات رسمية، يُسبب التدخين نحو 75 ألف حالة وفاة سنويًا في فرنسا، ويُكلّف المجتمع الفرنسي حوالي 156 مليار يورو سنويًا، تشمل تكلفة الرعاية الصحية، والإنتاجية المفقودة، والأرواح التي تُفقد بسبب الأمراض المرتبطة بالتبغ.
وتشير تقديرات وزارة الصحة إلى أن التدخين السلبي وحده يؤدي إلى ما بين 3 آلاف و5 آلاف وفاة سنويًا، ما يبرز أهمية السياسات الجديدة في حماية الصحة العامة.
أظهر استطلاع رأي حديث أن 62% من الفرنسيين يؤيدون حظر التدخين في الأماكن العامة، مما يعكس تغيرًا تدريجيًا في الثقافة العامة تجاه التدخين، وسط تزايد الوعي الصحي والبيئي، خصوصًا بين الشباب والأسر.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.