مباحثات مصرية نمساوية بالقاهرة لتعزيز العلاقات والتشاور حول قضايا الشرق الأوسط

مباحثات مصرية نمساوية بالقاهرة لتعزيز العلاقات

في إطار التحركات الدبلوماسية المصرية لتعزيز العلاقات مع الشركاء الأوروبيين، استقبل الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، أمس السبت، السيدة "بياته ماينل-رايزينجر"، وزيرة خارجية النمسا، في القاهرة، حيث عقد الجانبان جلسة مشاورات سياسية شاملة تناولت سبل دفع العلاقات الثنائية بين البلدين والتشاور بشأن القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

وصرح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزير عبد العاطي أكد خلال اللقاء على اهتمام مصر بتطوير العلاقات مع النمسا في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أهمية البناء على نتائج الزيارات المتبادلة بين البلدين، كان آخرها زيارة المستشار النمساوي إلى القاهرة في مارس 2024. 

وشدد الوزير على ضرورة تعزيز التعاون الثنائي، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية من خلال تفعيل أعمال اللجنة المشتركة، وتشجيع الاستثمارات النمساوية في مصر، إلى جانب التعاون في مجالات تنظيم العمالة، والتعليم، والثقافة، والسياحة، والطاقة المتجددة، فضلًا عن التعاون في مكافحة الإرهاب.

وأضاف السفير خلاف أن المشاورات بين الجانبين تناولت عددًا من الملفات الإقليمية والدولية ذات الأولوية، حيث تطرق الوزيران إلى الوضع بين إسرائيل وإيران، وأكد الوزير عبد العاطي على أهمية تثبيت وقف إطلاق النار وخفض التصعيد، مستعرضًا الجهود المصرية المتواصلة لاحتواء الموقف بين الجانبين والدفع نحو الحلول السياسية والدبلوماسية لضمان استقرار الأوضاع في المنطقة.

كما ناقش اللقاء الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة والضفة الغربية، حيث استعرض الوزير عبد العاطي جهود مصر في استئناف التهدئة في قطاع غزة وضمان دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع، مؤكدًا أن تحقيق السلام في المنطقة يتطلب خلق أفق سياسي حقيقي لتنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتباره السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة. كما حذر الوزير من خطورة الأوضاع في الضفة الغربية في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية واعتداءات المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين.

وتناول الجانبان أيضًا التطورات في ملفات سوريا ولبنان وليبيا والسودان ومنطقة القرن الأفريقي، حيث أكد الوزير عبد العاطي على أهمية احترام سيادة ووحدة وسلامة أراضي الدول، وضرورة دعم المؤسسات الوطنية والحلول السياسية والدبلوماسية لتسوية الأزمات والصراعات في المنطقة.

وفي ختام المشاورات، قام الوزيران بالتوقيع على مذكرة تفاهم لتدشين آلية للمشاورات السياسية بين مصر والنمسا، بهدف تطوير العلاقات الثنائية والارتقاء بها إلى آفاق أوسع، بما يعكس التزام البلدين بتوسيع التعاون الثنائي والتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية، ويدعم استقرار المنطقة ويعزز مصالح الشعبين المصري والنمساوي.