اختراق إلكتروني واسع يستهدف شركات الطيران الأمريكية والكندية قبل موسم السفر الصيفي

اختراق بيانات

شهد قطاع الطيران في الولايات المتحدة وكندا هجوما إلكترونيا معقدا شنّته شبكة إجرامية سيبرانية تُعرف باسم «سكاترد سبايدر»، وهي مجموعة معروفة بتكتيكاتها العدوانية في الابتزاز وتسريب البيانات.

وأكدت مصادر أمنية أمريكية، منها مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، أن الهجمات استهدفت شبكات حواسيب خاصة بعدد من كبرى شركات الطيران، دون أن تمسّ بشكل مباشر سلامة الرحلات أو أنظمتها التشغيلية.

وأوضحت السلطات الأمريكية أن هذا الاختراق الجديد يأتي في وقت حساس مع انطلاق موسم السفر الصيفي، ما يزيد من المخاوف حول قدرة القطاع على الصمود أمام موجات الهجمات السيبرانية المتكررة.

وتُعد شركات الطيران ثالث قطاع اقتصادي كبير في البلاد يتعرض لهجمات مماثلة خلال الشهرين الماضيين، بعد قطاعي التأمين والتجزئة.

ووفقا لبيان صادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي، فإن الهجمات استهدفت ليس فقط الشركات الكبرى بل امتدت إلى المتعاقدين الخارجيين ومورّدي تكنولوجيا المعلومات، مشيرًا إلى أن القراصنة "بمجرد التسلل إلى الشبكات، يسرقون بيانات حساسة ويشنون هجمات ببرمجيات الفدية بغرض الابتزاز".

تقييم الأضرار والتدابير الأمنية

شركتا "هاوايان إيرلاينز" و"ويست جيت" الكندية أكدتا هذا الأسبوع أنهما لا تزالان تقيمان تداعيات هذه الهجمات، دون تسمية الجهة المنفذة.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن عدد الضحايا قد يكون أكبر، في ظل تصاعد شكاوى شركات أخرى تعرضت لاختراقات مشابهة.

وقال آكين باتيل، الرئيس السابق لأمن المعلومات في مطار لاس فيغاس، إن عدم تأثر العمليات التشغيلية المباشرة يعكس مرونة جيدة في الشبكات الداخلية لهذه الشركات.

كما أضاف جيفي تروي، رئيس جمعية أمن المعلومات في الطيران، أن القطاعات المتصلة بالطيران مثل مزودي الخدمات والمطارات معرضة أيضًا لهجمات مماثلة.

تكتيكات الاختراق

بحسب تقارير من شبكة CNN، تعتمد مجموعة "سكاترد سبايدر" في تنفيذ هجماتها على وسائل احتيالية مبتكرة، منها انتحال صفة موظفين أو عملاء للاتصال بمكاتب الدعم التقني والوصول إلى بيانات حساسة.

وتُعد مراكز الاتصال في شركات الطيران هدفًا سهلًا لمثل هذه العمليات، نظرًا لاعتماد الشركات الكبرى عليها في تقديم خدمات الدعم للملايين من العملاء يوميًا.

وتشير التقارير إلى أن هذه المجموعة اكتسبت سمعة خطيرة بعد تنفيذ عمليات اختراق ضخمة العام الماضي استهدفت منتجعات "إم جي إم" و"سيزرز إنترتينمنت" في لاس فيغاس، تسببت في خسائر بملايين الدولارات.

جهود التصدي

تعمل شركات الأمن السيبراني، مثل "مانديانت" التابعة لشركة غوغل، عن كثب مع كبرى شركات الطيران للمساعدة في احتواء الأضرار وتعزيز التدابير الدفاعية، في وقت تتابع فيه السلطات الأمريكية تطورات الموقف بشكل دقيق.

وأكد مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه ينسق بشكل مباشر مع قطاع الطيران لتقييم الثغرات الأمنية وتعزيز أنظمة الحماية ضد أي اختراقات مستقبلية، وسط مخاوف من أن تتسبب هذه الهجمات في فوضى أوسع حال تكرارها أو استهداف أنظمة أكثر حساسية.