قال مهنيون سياحيون بمنطقة مرزوكة إن موسم “الدّفين” بكثبان الصحراء “يبصم على انطلاقة تدريجية، مع تسجيل إقبال متزايد خاصة خلال عطلات نهاية الأسبوع، حيث يزداد اهتمام الزوار بالعلاج بالرمال وممارسة السياحة الاستشفائية داخل حمامات الرمال التي تشتهر بها المنطقة”.
وأكد المهنيون على “جاهزية” الفضاءات السياحية والمخيمات والفنادق والشقق من أجل أن “تستجيب البنية التحتية المحلية للطلب الداخلي من السياحة، خصوصا أن المغاربة الذين يقبلون على الصحراء في هذه الظرفية يتجهون بشكل كبير نحو الشقق المفروشة”.
“حجوزات مسجلة”
قال علي أوباسيدي، فاعل مهني سياحي بمنطقة مرزوكة، إن “الاستعدادات لموسم الدفن بالصحراء قد انطلقت فعليًا”، لافتا إلى أن “بعض فضاءات الضيافة بالمقابل تطلق أشغال إصلاح وتجهيز، في أفق توفير أفضل الظروف لاستقبال الزوار سواء من داخل المغرب أو خارج”.
وثمّن أوباسيدي، ضمن تصريحه لهسبريس، “جهود المهنيين المبذولة محليًا لتحسين الخدمات وتقوية البنية التحتية وجودة العرض السياحية، رغم التحديات المناخية الخاصة بالمنطقة؛ مثل الحرارة المفرطة، وإمكانية هبوب الرياح خلال هذه الفترة”.
وأضاف المتحدث: “على الرغم من أن الإقبال في الوقت الحالي لا يبدو كثيفًا، فإن المؤشرات الأولية تُظهر وجود اهتمام مبكر، خصوصا من لدن المغاربة”، موضحًا أن “الحجوزات تبرز ارتفاعًا ملحوظا في الطلب منذ بداية شهر يوليوز المقبل، بوصفه الشهر الأمثل لحمامات الرمال إلى جانب غشت”.
وأكد المستثمر السياحي بالمنطقة أن “هذا الإقبال يعكس مرة أخرى تطورًا إيجابيًا في صورة مرزوكة كوجهة صحراوية متجددة تقدم سياحة الاستشفاء”، مشيرًا إلى أن “الفاعلين المحليين كرسوا جهدًا كبيرًا منذ سنوات لتوفير عرض سياحي متنوع قادر على التجاوب مع مختلف الأشكال السياحية المبحوث عنها”.
واعتبر المتحدث أن “القادمين إلى المنطقة في هذه الفترة يدركون طبية الحرارة فيها”، موردا أن “الموسم السياحي الصيفي يحظى بدوره بمصداقية العلاج، التي تتيحها الرمال”، وزاد: “الدخول تحت الكثبان في درجة حرارة مرتفعة لديه مفعول مضمون بالنسبة لمرضى المفاصل، مع وجود توصيات طبية ضرورية تسبق الدفن”.
“انطلاقة تدريجية”
صالح كراوي، فاعل سياحي بمنطقة مرزوكة، قال إن “موسم ‘الدّفين’ ينطلق بشكل تدريجي، خاصة خلال عطلات نهاية الأسبوع”، موضحًا أنه “تلقى اتصالات كثيرة عبر الهاتف من لدن الزوار المهتمين بالعلاج بالرمال”.
وأضاف كراوي، ضمن تصريحه لهسبريس، أن “الأمر يعكس حماس الناس تجاه المنتج السياحي المحلي، على الرغم من أن الحركة لم تصل بعد إلى مستوياتها الطبيعية”.
وتابع الفاعل السياحي: “نتطلع، مع بداية شهر يوليوز، إلى ازدهار أكبر للحركة السياحية، مع زيادة أعداد الوافدين”، مشددًا على أن “تلك هي ذروة نشاط السياحة الاستشفائية بشكل خاص”.
وزاد كراوي: “الزائر الذي يأتي إلى مرزوكة لا يبحث فقط عن الاستجمام؛ بل ينجذب أيضًا إلى العلاج الطبيعي في الحمامات الرملية، الذي أثبت فعاليته في علاج مشاكل عديدة”.
وبخصوص مدى “مصداقية” الرمال فعليًا في علاج أمراض مستعصية، أورد المهني عينه أن “المريض يشعر بفرق واضح لدى خروجه من حمام الرمل؛ لكنه ليس علاجًا نهائيًا، إن الكثير من العائلات جربت هذا الاقتراح التقليدي وصارت مداومة على زيارة الصحراء كل صيف. وهذا ما يجعل العلاج بالرمال منتجًا سياحيًا ذا قيمة صحية كبيرة”.
وأكد المتحدث أن “هذا الانشغال القديم والمتجدد باستمرار كل صيف يساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي ويجذب فئات جديدة من الزوار الباحثين عن الراحة والشفاء”، منبّهًا إلى ضرورة التعامل مع بعض المشاكل التي تجعل هذه المرحلة صعبة، خصوصًا نقص المياه والكهرباء، “خلال فصل الصيف حيث تزداد الحاجة إلى هذه العناصر لضمان تجربة سياحية متكاملة”.