قال الدكتور يسري أبو شادي، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالأمم المتحدة سابقا، إن الحديث الأميركي عن القضاء على البرنامج النووي الإيراني هو أوهام دعائية، مشيرا إلى أن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة بالتعاون مع إسرائيل طالت فقط منشآت سبق استهدافها، ولم تمس الجوهر الحقيقي للقدرات النووية الإيرانية.
وأضاف أبو شادي، في مقابلة مع قناة "القاهرة الإخبارية": "الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يتعامل بقرارات متسرعة وغير متزنة، وهو أمر خطير على دولة بحجم الولايات المتحدة، ترامب يظن أنه يستطيع ضرب دول بأكملها بسهولة، دون إدراك لتبعات ذلك".
وتابع: "إيران كانت مستعدة مسبقا للضربات، ولديها خطط محكمة لحماية منشآتها النووية، ولا سيما المواد عالية التخصيب والضربات الأميركية الأخيرة ركزت على منشآت معلومة مثل فوردو ونطنز، وهي منشآت سبق أن استهدفت في مناسبات سابقة، ولا تشكل كامل البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني".
وواصل: "ربما دمرت الضربة الامريكية 3 ألاف وحدة طرد مركزي ولكن إيران تمتلك اعداد كبيرة من الأجهزة وربما بم تتأثر بأي قصف".
وأكمل: "إيران تمتلك أكثر من 23 ألف وحدة طرد مركزي، منها آلاف لم تتأثر بأي قصف وإيران تمتلك ألاف من العلماء القادرين على تصنيع هذه الوحدات وهناك مصانع لا تعلم الولايات المتحدة ولا الوكالة الدولية للطاقة النووية عنها أي شيء وهي منشأت غير نووية لا يجب على إيران الإعلان عنها وفقا للاتفاقيات الدولية".
وشدد على أن البرنامج النووي الإيراني لم يدمر بشكل كامل، رغم تعطّل بعض منشآته المعلنة والخاضعة لتفتيش الوكالة، لافتا إلى أن أهم ما تمتلكه إيران حاليا وهو نحو 500 كلج من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% تم نقله قبل الضربات الجوية، بحسب ما أكدته تقارير أوروبية.
وحذّر أبو شادي من تداعيات الضغط المستمر على إيران فيما يتعلق بتعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرًا إلى أن طهران قد تلجأ إلى طرد المفتشين والانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT)، استنادا إلى قرار سابق من البرلمان الإيراني، وهو ما قد يؤدي إلى تكرار سيناريو كوريا الشمالية عامي 2002-2003، حيث تصبح إيران قادرة على تطوير برنامجها بعيدا عن أعين المجتمع الدولي.