نجح المنتخب السعودي الأول في تجاوز نصف الطريق نحو مونديال 2026، بعد أن ضمن بشكل رسمي مقعدًا في الملحق الآسيوي، عقب فوزه الثمين على البحرين بهدفين دون رد، في اللقاء الذي جرى مساء الخميس ضمن الجولة التاسعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة.
سجل الأخضر أول أهدافه في الدقيقة 16 عن طريق لاعب الوسط الشاب مصعب الجوير، قبل أن يضاعف الجناح عبدالرحمن العبود الغلة في الدقيقة 78، ليحسم المواجهة على أرض البحرين لمصلحة المنتخب السعودي، ويرفع رصيده إلى 13 نقطة، محتفظًا بالمركز الثالث، خلف أستراليا بثلاث نقاط، واليابان المتصدرة بفارق سبع نقاط.
ضمنت اليابان بطاقة التأهل المباشر الأولى عن المجموعة الثالثة، لتبقى المنافسة بين السعودية وأستراليا على البطاقة الثانية، إذ يتطلب من الأخضر الفوز على أستراليا بفارق لا يقل عن أربعة أهداف لضمان التأهل المباشر، وتفادي خوض الملحق القاري.
في هذه المواجهة، خطف الثنائي سالم الدوسري ومصعب الجوير الأنظار من الجميع، بعدما قدّما أداءً مميزًا أعاد الأمل لعشاق نادي الهلال، خاصة في ظل تعاقد النادي مؤخرًا مع المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، حيث أظهر اللاعبان انسجامًا واضحًا يُبشر بثنائية فعالة في الموسم المقبل، خصوصًا مع تجديد عقد الدوسري وعودة الجوير من إعارته.
نجح الدوسري في تقديم تمريرة حاسمة دقيقة للجوير الذي اخترق من العمق وسجل الهدف الأول بطريقة لافتة، في مشهد يُلخص التناغم المنتظر بينهما تحت قيادة إنزاجي، ما يمنح الهلال حلولًا هجومية واعدة مع انطلاق موسم 2025-2026.
وعلى الجهة الدفاعية، لمع اسم الظهير الأيمن علي مجرشي الذي شارك بديلًا لسعود عبدالحميد، وقدم مردودًا مميزًا على مستوى التغطية الدفاعية والمساندة الهجومية، إذ ساهم في صناعة الهدف الثاني، رغم استمرار مشكلته في اللمسة الأخيرة، وهي النقطة التي طالما تحدث عنها، مستشهدًا بنصيحة الجزائري رياض محرز الذي شدد عليه بضرورة رفع رأسه قبل اتخاذ القرار أمام المرمى.
هذه المشكلة ظهرت بوضوح في الدقيقة الرابعة من عمر اللقاء، عندما انفرد مجرشي بالحارس البحريني بعد توغل مميز، لكنه أهدر الفرصة لعدم تركيزه في اللمسة النهائية، ما يؤكد أن تطوير هذا الجانب ضروري ليصل إلى مستوى اللاعب المتكامل في مركزه.
لكن رغم الفوز، تجددت المعضلة القديمة الجديدة: ضعف الفاعلية الهجومية، حيث صنع الأخضر فرصًا متعددة، إلا أن ترجمتها بقيت محدودة، كما يظهر في عدد الأهداف المسجلة، إذ لم يهز الفريق الشباك سوى ست مرات في تسع مباريات ضمن المجموعة الثالثة، وهو رقم ضعيف للغاية مقارنة بطموح التأهل إلى كأس العالم دون عقبات.
هذا العقم التهديفي يُجهض أي آمال بحدوث "معجزة التأهل المباشر"، حيث يتطلب الأمر انتصارين عريضين، أولهما كان على البحرين برباعية، وثانيهما على أستراليا بفارق لا يقل عن ثلاثة أهداف، وهو ما يبدو بعيد المنال في ظل العجز الهجومي الحالي.
لذلك، تبرز ضرورة تدخُّل اتحاد الكرة السعودي لمعالجة هذا الخلل المزمن، سواء عبر منح المهاجمين المحليين فرصًا أكبر مع أنديتهم، أو استكشاف المواهب الصاعدة في الدرجات الأدنى، وربما حتى التوجه نحو تجنيس عناصر هجومية قادرة على إحداث الفارق.
ما لم يتم إيجاد حل جذري لهذه الأزمة، سيبقى المنتخب السعودي عرضة للإقصاء من كبرى البطولات، وسيفقد فرصة تمثيل الكرة الآسيوية على المسرح العالمي، مهما امتلك من مواهب في بقية المراكز.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.