أخبار عاجلة
أحمد السقا يثير الجدل بعد رسالته الغامضة -

"الرباط مدينة الأنوار".. كتاب جديد يترافع عن مؤهلات العاصمة بأربعة ألسن

"الرباط مدينة الأنوار".. كتاب جديد يترافع عن مؤهلات العاصمة بأربعة ألسن
"الرباط مدينة الأنوار".. كتاب جديد يترافع عن مؤهلات العاصمة بأربعة ألسن

ترافعٌ عن “الجمال المتخفّي” في دروب العاصمة وليلا وتحت ضوئها، تكلّفت به مؤسسة “أكسيون للتواصل” في الكتاب الجديد المعنون بـ”الرباط مدينة الأنوار”. يقدم المؤلّف للقارئ “نظرة أخرى، مختلفة، لما تزخر العاصمة على مستوى التهيئة والتعمير، وجولة تتحف العين بصور لأهم البناءات”، فضلا عن “رؤية فنية مختلفة للعاصمة، تمتزج فيه جمالية الصورة الفوتوغرافية الملتقطة بالليل للمعمار”.

ويمتدّ الكتاب على 240 صفحة تحاول كلّها أن تقدّم حكاية الرباط كـ”مدينة تتقاطع فيها الذاكرة التاريخية بالدينامية المعمارية، والثراء الثقافي، مع الحرص على إبراز المشاهد الآسرة التي يضفيها إبداع مهندسي الضوء في انعكاسه على المعالم العمرانية ليلا لتتألق بأبعاد لا متناهية”، كما يقترح العمل “رحلة مصورة ومكتوبة، وبأربع لغات، العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية”.

“التراكم يحقّق الجمال”

مقدّمة الكتاب كانت من توقيع محمد المهدي بنسعيد، وزير الثقافة والشباب والتواصل، الذي شدد على أن “الرباط تُفصح بتدرج عن كل طبقات الحضارة التي يتراكم بعضها فوق بعض أكثر عراقة أو غموضا”.

وتابع بنسعيد: “بتعاقب المؤثرات الفينيقية والمورية والرومانية والبورغواطية والموحدية والمرينية، فإن هذا الكل وأكثر انصهر في بوتقة واحدة اسمها الرباط”.

وأشار الوزير الوصي على قطاع الثقافة إلى أن المدينة “كانت مرات عديدة عاصمة إمبراطورية أو مدينة عسكرية، تحت حكم السلطان الموحدي يعقوب المنصور أو السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله، قبل أن تستعيد هذه الوضعية في القرن العشرين”، معتبرا أن “هذه الصبغة الإدارية والعسكرية للمدينة، لم تحجب أبعادا أخرى ثقافية أو روحية. تشهد على ذلك المساجد والزوايا والقباب التي تتخلل المدينة العتيقة”.

وقال المسؤول الحكومي إن هذه المدينة “عرفت كيف تحافظ على هذا الماضي بالتسامي به في أدراج حداثة قائمة على التوازن وعلى التناغم الهندسي والإقدام التعميري”، معتبرا أن “هذا التراث المُصان منذ أكثر من ألفي عام هو الذي يسعى هذا الكتاب إلى تمجيده بالنصوص والصور الفوتوغرافية”.

وتابع محمد المهدي بنسعيد: “تتجلى هذه الاستمرارية التي تخترق القرون، بين قبور المرينيين بشالة وضريح المرحوم محمد الخامس، أبي استقلال المملكة، وبين صومعة حسان وبرج محمد السادس، وبين قصبة الأوداية ومتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر”.

وأبرز وزير الثقافة والشباب والتواصل أن “نفس الإلهام ونفس التقليد المقرون بالجرأة الجمالية، يربط البنايات التي تفصل بينها الأزمنة المديدة والثقافات، ويوحدها، مع ذلك، نفس الولع، هو العيش في المدينة – المرآة التي تنعكس عليها التراكمات الحضارية”.

وشدد على أن “الرباط في إطار الرؤية الملكية لم تكن مجرد عاصمة إدارية فحسب؛ بل مدينة مُسَخّرة لتصبح عاصمة الروح المغربية وبصمة التنوع الهوياتي والغنى التراثي الذي يميز المملكة ويمنحها فرادتها”.

وأكد بنسعيد أن “تهيئة ضفتي أبي رقراق ومضاعفة المؤسسات الثقافية؛ كالمسارح وصالات السنيما والمتاحف وتجديد البنايات وترتيب المعالم، كل ذلك يساهم بطموح عال في جعل الرباط مختبر مغرب الغد، أمة ثقافة، تكون فيها الوطنية حضارية، عارضة تسامحها وفن عيشها ومهاراتها في محيطها الجهوي والقاري”.

وأبرز أن “الطموح العالمي للرباط ليس جديدا. وقد كشفت تنقيبات أثرية حديثة، عن وجود ميناء نهري بونيقي- موريتاني بسفح شالة”.

“مدينة بتوقيع سحري؟”

قال محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في التمهيد الذي حرّره بمعية سعد الحصيني، مدير نشر الكتاب، بوصفهما مُشرفين على العمل، إن “الرباط، عاصمة المغرب، مدينة ساحرة يمتزج فيها التاريخ والثقافة والحداثة بأناقة نادرة”، مبرزا أن “هذه المدينة الألفية عرفت كيف تحافظ على روحها، وفي الآن نفسه كيف تُجري ما يلزم من تحولات لتصبح ملتقى حيًّا للحضارة والمعرفة والتعايش”.

بنعبد الله والحصيني شددا على أن “كل ذلك أفضى في سنة 2012 إلى تسجيل الرباط على قائمة اليونسكو المرموقة للتراث العالمي للإنسانية، اعترافا بغنى وفرادة موروثها الحضاري”. ولذلك، يدعو الكتاب إلى “اكتشاف العاصمة من وجهة جديدة عبر سحر الليل”؛ فـ”كل فصل من هذا المؤلف هو سفر شعري يحمل إلى الزوايا السرية والمضيئة للمدينة، تحت الإضاءات الليلية الكاشفة”.

وأشار الكاتبان إلى أن “الكتاب يتألف من أربعة أجزاء مختلفة، يمنح كل واحد منها إطلالة حميمية وفريدة على الرباط، تمكن القارئ من اكتشاف المدينة في كل رفعتها”، مبرزان أن “الجزء الأول مخصص لتاريخ الرباط كعاصمة تنغرس جذورها في أعماق القرون الماضية”، فيما “يسري الجزء الثاني من هذا الكتاب في أعماق الروح الأصيلة للرباط”.

ويشعر التمهيد بأن “الجزء الثالث يركز على الغنى الثقافي للرباط كمركز حي للفن والمعرفة والتجديد”، ويأتي الجزء الرابع والأخير من العمل “لاستكشاف المحور السياحي للرباط كمدينة يمتزج فيها فن العيش ببيئة طبيعية استثنائية”.

مؤهلات الفرادة

أشار المؤلّف إلى أن العاصمة “تشتهر، علاوة على أنها مدينة مضيافة، باعتدال مناخها وحلاوة العيش فيها، بأنها مدينة الأضواء والرياضة والثقافة، المعتزة بعراقتها الهادئة الغنية بتراثها، بفضاءاتها الخضراء ومرافقها السياحية المتميزة”، مسجلا أن “مدينة الرباط تعد المحطة الأكثر أصالة في المسار السياحي للمدن التاريخية العريقة بالمملكة، التي تمنح للزائر فرصا عديدة للسفر عبر التاريخ”.

ولفت كذلك إلى أن “موقعها الجغرافي على شاطئ المحيط الأطلسي وتموقعها كفضاء ممتد بين الأسوار والغابات والسهول والحزام الأخضر، يمنحها كل سمات المدينة المنفتحة”، مضيفا أنها “تعتبر، بحق، مقصد السائح الذي يبحث عن الأصالة والتفرد”؛ وهي “فرصة لاكتشاف روائع التراث المعماري العريق من خلال زيارة صومعة حسان وضريح محمد الخامس والموقع الأثري لشالة”.

وتابع المحتوى: “لن تسقط من برنامج الزيارات، جلسة بقصبة الأوداية، للتمتع بأشعة الشمس وارتشاف كأس من الشاي بالنعناع مرفوقا بالحلويات التقليدية والاستمتاع بمنظر غروب الشمس الخلاب”، مسجلا أن “متحف محمد السادس للفن الحديث يعدّ نقطة جذب ثقافية، تستحوذ على اهتمام الزوار، ببرنامج مرموق يشمل زيارة معارض كبار الفنانين في الرسم والنحت؛ في حين يمنح المسرح الكبير، الذي شيد على الضفة اليسرى لنهر أبي رقراق، النهر الذي يمتد بمحاذاة المدينة، الفرصة لاكتشاف إبداعات وطنية ودولية، من مسرحيات وعروض الأوبرا والرقص والموسيقى”.

كما أن مدينة الرباط، التي “أولت منذ عقود اهتماما خاصا بالأنشطة الرياضية، توفر إمكانيات هائلة وتجهيزات متنوعة لممارسة جل الرياضات، كالغولف، في فضاء دار السلام، وكرة القدم في ملاعب القرب، والسباحة في المسابح العامة والخاصة والجري في مسارات خاصة بغابة هيلتون الجميلة أو على كورنيش النهر وشاطئ المحيط الأطلسي، دون إغفال رياضة التنس التي يمكن ممارستها رفقة مدربين في الملاعب التابعة للعديد من الأندية في المدينة”.

وزاد الكتاب: “وحتى تكتمل الصورة لهذه المدينة، العاصمة، المنفتحة على العالم والمستعدة لاستقبال أعداد من السياح والمؤتمرين من مختلف أنحاء العالم، فإن مدينة الرباط، تتوفر على تجهيزات فندقية من فئات متنوعة، تتراوح بين الفنادق الفاخرة وبيوت الشباب والرياضات ودور الضيافة”، مضيفا أنها “مؤسسات الاستقبال توفر مطاعم تقدم أصنافًا من المأكولات تتنوع بين المطبخ المغربي والمطابخ العالمية المشهورة لتقديم ما يرغب فيه ويشتهيه السائح في مجال الطبخ”.

تجدر الإشارة إلى أن نصوص الكتاب شارك في تحريرها 17 كاتبًا وباحثًا؛ من بينهم: محمد العلوي البلغيثي، ومحمد توفيق أمزيان، ومحمد فكري بنعبد الله، وعبد العالم دينية، ومصطفى الحر، وإبراهيم المزند، ومحمد السمار، وجمال الحجام، وسعد الحصيني، وغزلان المعموري، ومنى محمدي، وسومية منصف حجي، ومحمد نحال، ومحمد نايت يوسف، وجليل نوري، ومحمد والزهراء، وفؤاد السويبة. أما الصور التي تُشكّل جوهر العمل البصري، فقد التقطها كل من فرانسوا بورين، وعلي الحصيني، وتيدي سوغان؛ في حين أشرف كمال الحصيني على الإدارة التقنية، ومحمد بن لحسن على الإدارة الفنية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عاجل.. " بديل الميكروباص".. انطلاق الأتوبيس ...
التالى حضرت احتفالية.. محامي نوال الدجوي يرد على تحدي الخصوم: "الدجوي في كامل قواها العقلية