أخبار عاجلة

"قمة النار": ضربة إلى قلب الدوحة… العملية المؤجلة التي خرجت من الدرج.. !!

"قمة النار": ضربة إلى قلب الدوحة… العملية المؤجلة التي خرجت من الدرج.. !!
"قمة النار": ضربة إلى قلب الدوحة… العملية المؤجلة التي خرجت من الدرج.. !!

ما الذي جرى؟

في سابقة تهز قواعد الاشتباك الإقليمي، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربة جوية دقيقة على أهداف مرتبطة بقيادات من حماس في الدوحة، وأطلق عليها اسم "قمة النار".

العملية استهدفت حلقة ضيقة من المحيطين بالقيادة، وسط تضارب حول حجم الخسائر ونجاة الصف الأول من قيادات الحركة.. ..

الأهمية هنا ليست تكتيكية فحسب، بل جغرافية وسياسية، إذ جرت في عاصمة حليف مركزي للولايات المتحدة ووسيط رئيسي في مفاوضات وقف إطلاق النار منذ اندلاع حرب غزة. لذلك جاء الاستنكار القطري سريعاً، ووصف الهجوم بأنه "انتهاك صارخ للسيادة والقانون الدولي"، فيما صدرت إدانات أوروبية وعربية واسعة خشية توسيع رقعة الصراع.

---العملية المؤجلة: لماذا الآن؟

منذ الأسابيع الأولى للحرب، تبنّت إسرائيل عقيدة "قطع الرأس" بتصفية القيادة السياسية والعسكرية لحماس أينما وُجدت. لكن استهداف الدوحة ظل خياراً مكلفاً، فبقي مؤجلاً حتى لحظة التوقيت المناسب.

اليوم خرج القرار من الدرج لاعتبارات عدة:

--سياق تفاوضي حساس: جاءت الضربة بينما تبحث قيادات حماس مقترحات وقف إطلاق النار. الرسالة واضحة: فرض إيقاع تفاوضي جديد بالقوة.

--نافذة عملياتية نادرة: العملية اعتمدت على التزوّد المتكرر بالوقود، ما يعكس مساراً طويلاً مخططاً بعناية.

-- غطاء سياسي ضمني: تقارير عن إخطار أميركي مسبق، مع إنكار رسمي لتبني أو تغطية، لكنها تكشف عن حد أدنى من التفاهم لتفادي الصدام.. .،

---لماذا لم تتصدَّ القاعدة الأميركية للطائرات الإسرائيلية؟

السؤال الذي أثار الجدل عقب الضربة: لماذا لم تعترض قاعدة العديد الطائرات الإسرائيلية؟

الإجابة تكمن في أربعة مستويات:

1. قواعد التفويض: الدفاعات الأميركية مكلّفة بحماية القوات والمنشآت، لا اعتراض حليف كإسرائيل إلا في حال تهديد مباشر.

2. تمييز الصديق: أنظمة IFF والتنسيق الجوي تسمح بتمييز الحركة الجوية الصديقة، خصوصاً مع وجود إخطار مسبق.

3. وسائط الضربة: من المحتمل استخدام ذخائر بعيدة المدى أُطلقت من خارج المجال الجوي القطري، أو عبر ممرات منسقة.

4. تجنّب الصدام: إسقاط طائرة إسرائيلية فوق الخليج قرار زلزالي، لا تملكه القيادة الميدانية، ولا ترغب به واشنطن.

باختصار: مهمة القاعدة ليست اعتراض إسرائيل، بل حماية الأميركيين.

---قطر وإسرائيل: إلى أين؟

الدوحة وجّهت رسالة غضب سيادي واضحة، ولوّحت بإعادة النظر في دور الوساطة. ومع ذلك، يصعب على قطر التخلي عن سلاحها الأبرز: الوساطة كأداة نفوذ دولي.

--السيناريو الأقرب:

تشدد في قواعد الاستضافة والحركة على الوفود.

تصعيد دبلوماسي ضد إسرائيل في المحافل الدولية.

اشتراطات تفاوضية جديدة تضمن عدم تكرار الانتهاك.

--- تداعيات إقليمية

1. ضربة للوساطة: الهجوم يضعف الثقة بين الأطراف، ويحرج واشنطن التي تجد نفسها بين إسرائيل وقطر.

2. رسالة ردع: إسرائيل تؤكد أن مبدأ "الملاحقة بلا حدود" قائم، حتى لو كلفها ذلك شرخاً مع حلفاء.

3. ضغط على مسارات التطبيع: أي قنوات خلفية مع دول الخليج ستتراجع مرحلياً، فيما يرتفع ملف أمن الطاقة على جدول المخاطر.

4. انعكاس داخلي في إسرائيل: الحكومة ستسوّق العملية كانتصار، لكنها تدفع ثمن عزلة دبلوماسية متزايدة.

---من أجّل الضربة… ومن سمح بها؟

--الولايات المتحدة: كانت هي المانع الأكبر لوقت طويل لحماية منصة الوساطة. ومع ذلك، الإخطار المسبق يوحي بانتقال واشنطن من "المنع" إلى "الاستيعاب الغاضب".

--الاستخبارات الإسرائيلية: انتظرت لحظة مثالية لاجتماع قيادي مؤثر.

الحسابات الخليجية: مرور الطائرات لمسافات طويلة يشير إلى تفاهمات ضمنية لتجنب التصادم.

---سيناريوهات قادمة.. ،

تعليق لا قطيعة: قطر ستستمر وسيطاً لكن بشروط وضمانات أوضح.

تصعيد بارد: إسرائيل ستواصل الاستهدافات الانتقائية خارج غزة، مع ارتفاع كلفة العزلة الدبلوماسية.

ارتداد أمني: قد ترد أطراف أخرى بشكل غير مباشر عبر ساحات وسيطة، مع حذر من فتح مواجهة في الخليج.

--- خلاصة

"قمة النار" ليست مجرد اسم عملية، بل رسالة استراتيجية: إسرائيل توسع الحرب خارج غزة، وتكسر المحرمات الجغرافية، فيما ترد قطر بتمسك بسيادتها.

واشنطن تقف في مربع رمادي بين حليفين، والشرق الأوسط يعود إلى قاعدته الأزلية: كل ضربة تعيد تعريف الطاولة.!

-- محمد سعد عبد اللطيف

كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية.. ،

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق ضبط المتهم بسرقة بضائع من سائق دليفري بالإسكندرية
التالى مستشفيات قطاع غزة تستقبل 95 شهيدًا منذ فجر اليوم جراء العدوان الإسرائيلي