بطولة أمريكا المفتوحة.. لماذا انزعجت جماهير التنس لرؤية ترامب في مباراة النهائي؟

بطولة أمريكا المفتوحة.. لماذا انزعجت جماهير التنس لرؤية ترامب في مباراة النهائي؟
بطولة أمريكا المفتوحة.. لماذا انزعجت جماهير التنس لرؤية ترامب في مباراة النهائي؟

شهدت بطولة أمريكا المفتوحة للتنس حضور الرئيس دونالد ترامب لأول مرة منذ عشر سنوات، حيث استقبله الجمهور بمزيج من الهتافات وعبارات التذمر أثناء جلوسه بجوار الكأس الفضية التي فاز بها الإسباني كارلوس ألكاراز على الإيطالي يانيك سينر في النهائي. أضاف هذا الحضور بعدًا مميزًا لسلسلة تفاعلات ترامب الأخيرة مع الفعاليات الرياضية الكبرى وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.

 

أثار حضور ترامب في مركز بيلي جين كينغ الوطني للتنس تحديات تنظيمية كبيرة خلال اليوم الأخير من إحدى أبرز البطولات الكبرى. 

تطلب وجوده تعزيزات أمنية مشددة، مما تسبب في طوابير طويلة للتفتيش وخلق فرص للجماهير للتعبير عن مشاعرهم المتباينة، سواء بالترحيب أو بالاحتجاج. 

ومع ذلك، ظل ترامب مجرد مشاهد بارز، برفقة وفد حكومي كبير وصحفيين مخصصين، مما جعله قادرًا على إثارة ردود فعل قوية ومتناقضة بين الحضور.

 

وفي ملعب آرثر آش، تلقى ترامب أعلى موجات التذمر وبعض الهتافات عندما ظهر على الشاشات الكبيرة بعد انتهاء المجموعة الأولى، حيث رد بحركة شفتيه قائلًا "شكرًا". 

تفاعل مع بعض المشجعين مباشرة خلال المباراة، مشيرًا إلى من جذبوا انتباهه ومبتسمًا بينما التقط آخرون صورًا شخصية. 

كما لوح للجمهور في عدة مناسبات، بما في ذلك عند دخوله جناح رولكس برفقة جان-فريدريك دوفور، الرئيس التنفيذي للشركة، قبل بدء المباراة بوقت طويل، وخلال عزف النشيد الوطني الأمريكي.

 عند ظهوره على الشاشات، تسبب في رد فعل صاخب طغى على صوت المغني حتى عادت الشاشات إلى عرض الملعب.

ومع ذلك، لم يرَ مشاهدو التلفزيون سوى لمحات عابرة لبعض لحظات ترامب، حيث سعى منظمو البطولة إلى الحد من إبراز ردود الفعل تجاه الرئيس.

 جلس ترامب فوق حاجز الجناح مع صف من الزهور الصفراء وكأس البطولة إلى يساره، برفقة أعضاء بارزين من إدارته، من بينهم جاريد كوشنر (مستشار)، بام بوندي (وزيرة العدل)، كارولين ليفيت (السكرتيرة الصحفية)، ستيف ويتكوف (المبعوث الخاص للشرق الأوسط)، سكوت بيسينت (وزير الخزانة)، وسوزي وايلز (رئيسة ديوان البيت الأبيض)، حيث كانت مقاعدهم تحمل بطاقات بأسمائهم.

وقبل المباراة، نشر ترامب على منصة تروث سوشيال أنه يحلق فوق مركز التنس، ثم أرسل منشورات إضافية حول طواحين الهواء والصراع في الشرق الأوسط. 

وقبل مغادرته البيت الأبيض إلى نيويورك، أكد للصحفيين أن تصريحاته عن استخدام الجيش لـ"تنظيف" شيكاغو لم تكن تهديدًا.

بعد المجموعة الثانية، تجمع بعض المشجعين حول جناح ترامب في الممر الداخلي، محاولين لفت انتباهه. 

طلب حكم الكرسي جيمس كيوثافونج من الجمهور العودة إلى مقاعدهم بينما كان ألكاراز وسينر يستعدان لمواصلة اللعب.

 عندما تقدم ألكاراز 3-0 في المجموعة الثالثة، بعد حوالي ساعة ونصف من المباراة، دخل ترامب إلى داخل الجناح ثم عاد للظهور بينما كان ألكاراز على وشك السيطرة على المجموعة الرابعة، قبل أن يحسم اللقب.

ولم يشر أي من ألكاراز أو سينر إلى ترامب مباشرة على الملعب بعد المباراة خلال كلماتهما. 

صعد ألكاراز إلى المدرجات لتحية فريقه، وسلك درجًا لكنه تجنب الاقتراب من جناح ترامب، متجهًا نحو مقصورته ومصافحًا المشجعين على طول الطريق.

على الرغم من جلوسه بجوار الكأس التي تحمل علامة تيفاني الأمريكية الشهيرة طوال المباراة، لم يقدم ترامب الكأس إلى ألكاراز الفائز في الملعب، على عكس ما فعله عندما قدم الكأس لفريق تشيلسي في كأس العالم للأندية في يونيو.

وأثر حضور ترامب بشكل كبير على الحدث الذي كان بالفعل جاذبًا للمشاهير وقادة العالم ومحبي التنس. 

وتجول أعضاء الخدمة السرية بزي عسكري داخل وخارج المجمع قبل ساعات من المباراة. 

أدت إجراءات التفتيش الإضافية لملعب آرثر آش، الذي يتسع لحوالي 24،000 شخص، إلى ازدحام الطوابير في ساحته الخارجية، مما خلق تجربة أمنية مشابهة لما يحدث عادة باللمطارات المزدحمة.

وتسبب هذا التأخير في تأجيل المباراة النهائية 30 دقيقة عن موعدها الأصلي الساعة 2:00 ظهرًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، مما أجبر ألكاراز وسينر على تعديل استعداداتهما. 

حتى مع التأخير، استمر تدفق المشجعين إلى الملعب بعد ساعة من بدء المباراة، حيث رحب بهم عند البوابات بقبعة زرقاء تذكارية لبطولة أمريكا المفتوحة.

لم يتم بث ردود الفعل تجاه ترامب بعد المجموعة الأولى على قناة ABC، التي نقلت النهائي، حيث كانت في استراحة إعلانية عندما ظهر على الشاشات. 

ووفقًا لمذكرة اطلعت عليها صحيفة The Athletic، طلب الاتحاد الأمريكي للتنس من المذيعين عدم إظهار ردود الفعل تجاه ترامب، قائلًا: "نطلب من جميع المذيعين الامتناع عن إظهار أي اضطرابات أو ردود فعل تجاه حضور الرئيس بأي صفة كانت".

ورفضت شركة ESPN، التي أنتجت البث وتمتلكها ديزني مثل ABC، التعليق رسميًا. وقال مصدر مطلع على خطط ESPN، بشرط عدم الكشف عن هويته، إن القناة خططت لحضور ترامب كما تفعل عادة في الأحداث الرياضية مع تغطية طبيعية للعب.

 لم تحدث اضطرابات كبيرة، وعند عودة البث بعد المجموعة الأولى، لم يشر المعلقون إلى ظهور ترامب وبدأوا بالحديث عن إمكانية عودة سينر للسيطرة على خصمه.

وبعد فوز ألكاراز باللقب، أظهر بث قناة ABC لمحة سريعة لترامب وهو يقف ويشاهد الاحتفال. كان هذا الحضور الأول لترامب في بطولة كبرى منذ عام 2015، عندما تعرض للتذمر خلال مباراة ربع النهائي بين فينوس وسيرينا ويليامز.

وقبل دخوله عالم السياسة، كان لترامب حضورًا دائمًا في بطولة أمريكا المفتوحة، حيث امتلك جناحًا لمدة عقدين تقريبًا حتى تخلى عنه في 2017. 

وخلال رئاسته، ظهر ترامب في فعاليات رياضية أخرى، بما في ذلك حضور مباراة UFC في نيويورك بعد فوزه بولاية ثانية، ومغادرته مباراة السوبر بول LIX في منتصف الشوط قبل فوز فيلادلفيا إيجلز. كما يدعم ترامب دوري LIV للجولف، حيث يستضيف ملعبه في ميامي إحدى فعالياته.

وفي ديسمبر المقبل، من المتوقع أن يحضر ترامب قرعة كأس العالم مع رئيس الفيفا جياني إنفانتينو في واشنطن العاصمة. 

يُعتبر سينر وألكاراز أفضل لاعبي ATP، وبفوز ألكاراز، استعاد المركز الأول عالميًا، وقال ألكاراز قبل المباراة إن حضور الرئيس الأمريكي "شرف"، مضيفًا أنه سيحاول عدم التفكير في وجوده أثناء اللعب.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عبد الرحيم كمال رئيسًا للجنة تحكيم مسابقة ممدوح الليثي بـ"الإسكندرية السينمائي"
التالى السيسي: مناورات "النجم الساطع 2025" امتداد للتعاون الأمني والدفاعي بين مصر وأمريكا