أكد الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية أن هناك حالة اهتمام عالمي واهتمام إسرائيلي أيضًا بمسألة الصور التي نشرتها وكالة "AP" الأمريكية لمفاعل ديمونة، على الرغم من أن إسرائيل تتبع سياسة الغموض النووي ولم تعلن حتى اليوم أبدًا أنها تمتلك سلاحًا نوويًا، رغم امتلاكها هذا السلاح منذ عقود.
وقال عبود في مداخلة مع برنامج "على مسؤوليتي" المذاع على قناة "صدى البلد": "المتغير الذي نراه اليوم في الثقافة الإسرائيلية هو إعادة نشر تقرير الوكالة الدولية، وكالة الأنباء، والاحتفاء به هذا الاحتفاء هو مؤشر على أن إسرائيل راضية كل الرضا عن هذا النشر، في حين أن الرقابة العسكرية في إسرائيل تمنع عادةً نشر أي شيء يخص البرنامج النووي الإسرائيلي".
وأضاف: "الصحافة الإسرائيلية أعادت نشر هذه التقارير والصور بتوسع شديد؛ فقد تناولتها كل الصحف الأكثر انتشارًا مثل يديعوت أحرونوت ومعاريف، وحتى الصحف الدينية والقنوات التلفزيونية المعلومات المنشورة خطيرة، إذ إن صور الأقمار الصناعية ترصد توسعًا في الإنشاءات داخل مفاعل ديمونة".
وتابع: "أول ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن إنشاءات جديدة في ديمونة هو أن هذا المفاعل متهم طيلة الوقت بأن منشآته متهالكة وقد تتسبب في أضرار بيئية خطيرة سواء في الداخل الإسرائيلي أو في المنطقة ومن ثم، الاحتمالات المطروحة في التقرير هي أن هذه المنشآت ربما تكون لتجميع رؤوس نووية عسكرية، أو ربما تكون مفاعلًا جديدًا للماء الثقيل وإنتاج البلوتونيوم".
وأوضح: "هذا الأمر يثير الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام حول احتكار امتلاك إسرائيل للسلاح النووي في المنطقة، وحول عدم اعترافها رسميًا بامتلاك هذا السلاح وعدم انضمامها للنادي النووي، وكذلك عدم استجابتها للدعوة المصرية الخاصة بالحد من الانتشار النووي ومنع وجود السلاح النووي في المنطقة إسرائيل لم توقع أصلًا على معاهدة عدم الانتشار النووي".
وأكمل: "عددًا من الزعماء والقادة السياسيين في إسرائيل صرّحوا بالتلميح أو بالتصريح المباشر أن لدى إسرائيل سلاحًا نوويًا على سبيل المثال، شمعون بيريز في حملته الانتخابية أعلن أنه الأب الشرعي للبرنامج النووي الإسرائيلي الذي ساعدت فرنسا في إنشائه بمفاعل ديمونة".
وذكر: "وزير التراث الإسرائيلي المتطرف أثناء الحرب الأخيرة على قطاع غزة صرّح بأن إسرائيل يمكن أن تضرب القطاع بالقنبلة النووية".
واختتم: "عندما استطاع الجيش المصري في حرب أكتوبر عبور قناة السويس، وصف موشيه ديان هزيمة إسرائيل بأنها "زلزال يوم القيامة". وفكّر ديان في استعراض القوة النووية، ليس عبر ضربة فعلية، ولكن بالتصريح بأن إسرائيل تمتلك هذا السلاح ليكون مظلة وملاذًا أخيرًا. إلا أن جولدا مائير، رئيسة الوزراء في ذلك الوقت، منعت ديان من ذلك واعتبرت أنه فقد اتزانه، وأبعدته عن قيادة الجي".