أكد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية تمثل حقًا أصيلًا لجميع الدول بموجب معاهدة عدم الانتشار، مشددًا على التزام مصر الكامل بأعلى معايير الأمن والأمان النووي في تنفيذ برنامجها السلمي.
جاء ذلك خلال الكلمة المصورة التي ألقاها الوزير أمام الدورة (69) للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية المنعقدة في فيينا خلال الفترة من 15 إلى 19 سبتمبر الجاري، حيث استعرض خلالها جهود مصر في مجالات البحث والتطوير، والتعاون العربي والإفريقي، ومشروعات الطاقة النووية السلمية.
وأوضح عصمت أن مصر حريصة على توظيف ما تمتلكه من خبرات بشرية ومرافق بحثية لتعزيز الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والهيئة العربية للطاقة الذرية، واتفاق التعاون الإفريقي الإقليمي (AFRA).
وأشار الوزير إلى أن التعاون الفني مع الوكالة أسفر عن مشروعات ملموسة، منها تركيب معجل خطي طبي ثلاثي الأبعاد (LINAC) لتقديم العلاج الإشعاعي الدقيق لمرضى السرطان، بالإضافة إلى تطوير طفرات نباتية باستخدام تكنولوجيا الإشعاع لإنتاج محاصيل أكثر قدرة على مواجهة الظروف المناخية القاسية.
وعلى صعيد المشروع النووي السلمي المصري لتوليد الكهرباء من محطة الضبعة، أكد عصمت تحقيق تقدم مهم في التنفيذ، مشيرًا إلى تركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدتين الثالثة والرابعة، والحصول على إذن إنشاء منشأة تخزين الوقود النووي المستهلك، إلى جانب الانتهاء من أعمال أساسية في وعاء الاحتواء الداخلي بالوحدة الثانية، واستمرار تصنيع المعدات الرئيسية بما فيها مولدات البخار والتربينات ووعاء ضغط التفاعل.
كما شدد الوزير على أن البرنامج النووي المصري يلتزم بأعلى معايير الأمان، موضحًا أن مصر ستشارك لأول مرة في المؤتمر الاستعراضي لاتفاقية الأمان النووي في أبريل 2026، بعد استكمال إجراءات الانضمام إليها، وستقدم تقريرًا وطنيًا متكاملًا في هذا الشأن. وأضاف أن مصر أصبحت مركزًا إقليميًا لدعم الأمن النووي والتدريب على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا.
وفيما يخص الموقف الدولي، جدد عصمت تأكيد مصر على رفض ربط الانضمام للبروتوكول الإضافي للوكالة بأي التزامات قانونية، مشددًا على أن البروتوكول طوعي ولا يجوز فرضه كشرط للتعاون. كما أكد على أهمية دور الوكالة باعتبارها الجهة الوحيدة المعنية بالتحقق النووي، داعيًا إلى تكثيف الجهود لتطبيق الضمانات في الشرق الأوسط وإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية.
وحذر الوزير من خطورة أي هجمات على المنشآت النووية السلمية الخاضعة لضمانات الوكالة، واصفًا ذلك بانتهاك جسيم للقانون الدولي وتهديدًا لمصداقية منظومة منع الانتشار النووي.
واختتم عصمت كلمته بالتأكيد على ضرورة إنهاء الحرب في غزة ومعاناة الشعب الفلسطيني، مندّدًا بالتصريحات الإسرائيلية الأخيرة التي تضمنت تهديدًا باستخدام السلاح النووي، ومطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف العدوان وضمان الأمن الإقليمي والدولي.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.